عرقا مدينة كانت عامرة أربعة فراسخ ومنها الى ضيعة فى وادى الحجارة ووادى البقر «٢» وكان آخر عمل الإسلام ستّة فراسخ، ومنها الى الرمّانة قرية وحصن ستّة فراسخ ومن الرمّانة الى سمندوا عشرة فراسخ، ولم أترك الاستخبار فى خلال ذلك وقبله وبعده من صعاليك ديار ربيعة ومن أسر ببلد الروم وخرج سارقا لجماعة من المسلمين والروم لعلمه بالبلد ومعرفته بمخائضه وممّن «٦» فودى به عن ارتفاع بلد الروم وما فيه من المرافق لملوكهم واللوازم بقوانينهم الموضوعة قديما لهم فى كلّ سنة فألفيت ذلك أقلّ من نصف جبايات المغرب بكثير وألفيت الهدايا والضرائب على النواحى تزيد وتنقص على قلّة محلّ المتّلين لها، ومن أعظم جباياتهم وأكثر وجوه أموالهم ضريبة بلد اطرابزنده وانطاليه «١٠» المرسومة من أخذ ما يرد من بلد الإسلام لما يؤخذ من سواحل الشأم ومراكبهم ويغنم بالشلنديّات والمراكب الحربيّات والشينيّات «١٢» وما يحصل من أثمان المسلمين ويقام من أثمان مراكبهم والأمتعة التى فيها ضريبة «١٣» الملك ويستأثر القيّم على ذلك بما يزيد على مال الملك من أثمان الأمتعة والمراكب والمسلمين، (٦) وأخبرنى غير ثقة من العارفين العالمين حال بلد الروم ممّن أقام به مواطئ لحديث عيسى بن حبيب النجّار أنّ ضريبة انطاليه «١٦» على صاحب المراكب بها المجعول اليه قصد بلد الإسلام سقطت وكانت قبل ذلك بسنين عند ما دار لهم الظفر بهم من بعد سنة عشرين وثلثمائة «١٨» ثلثة قناطير ذهبا وتكون مع اللوازم التى تلحقها والهدايا ثلثين ألف دينار ومائة أسير فى كلّ سنة، ثمّ تأكّد «٢٠» خذلان الثغور وفشا نحسها وانهتك بالمعاصى وجور