السلطان أستار أربابها فصارت بالأمانة وتحرّى فيها متّلوها إقامة الناموس والديانة والحرص على الجهاد والنفاذ «٢» فى مقاومة المسلمين بالعناد وأنفذوا مراكبهم بالتجارة الى بلد الإسلام ورجالها يجوسونه [٥٩ ظ] ويتفقّدونه ويستبطنون أخباره ثمّ يرجعون وقد علموا حاله اليهم بالخبرة فيتحكّمون فى مضارّه ويصلون بذلك الى دواخله وسهله وأوعاره بمرأى من سلاطين الإسلام ومنظر ومساعدة من أكثرهم على ما يحبّونه وتقوية للعدوّ بفاخر السلاح ونفيس المتاع ورغبة فى يسير من الحطام يعود عليهم من تجارة يعملونها الى بلد الروم فتعود بخسيس من الأرباح والنار تحت ذلك تضرّم عليهم والبلاء يفتل فيما يأخذونه والشؤم يبرم عليهم فيما يأتونه ومتمثّلهم يجهر بقوله ويضحك من غفلتهم عن فعله حتّى لسمع من فصحائهم دائما متمثّلون
أرى تحت الرماد وميض جمر ... ويوشك «١٣» أن يكون له ضرام، «١٢»
وكان ما يصل اليهم من العشور على المتاع الواصل الى اطرابزنده الداخل اليها والخارج عنها ويصل الى متّلى ذلك لقيامه بها من الهدايا المرسومة على تجّارها ما سمعت الأكثر يقول أنّها مذ عرفت هذه الضرائب لم يبلغ من حين أخذ ملطيه وشمشاط وحصن زياد عشرة قناطير ذهبا «١٦» ، وسبيلهم فيما يقيمونه من غزو المسلمين فى البحر بالمراكب الحربيّة والشلنديّة والشينيّة «١٧» أن يأتوا الى كلّ ضيعة تقارب البحر فيأخذوا من كلّ دخان أى من كلّ بيت دينارين ويجمع ذلك ويدفع الى النافذين [فى البحر]«١٩» اثنا عشر