دينارا لكلّ إنسان ويأكل ممّا يلقاه فيما يغنمه «١» ولا شىء له فى الغنيمة من ثمن مسلم أو متاع يغنم وكلّ ذلك متوفّر على الملك، قال فإذا قبض رجال البحر أرزاقهم أصلحوا ما أحبّوا استحداثه من مركب وآلة له أو مرمّة لمركب قديم فى صناعتهم وما يبقى من المال المجموع من تلك الجهة صرفه المتّلى للبحر حيث يراه بعد حمله معه الى بلد الإسلام وفراغه ممّا قصد له، وأمّا غزوهم فى البرّ فإنّ ملكهم نقفور أخذ من كلّ دخان يسكنه رئيس منهم يملك خدما وبقرا وغنما وأرضا ومزدرعا فى حال متوسّطة عشرة دنانير عينا ذهبا «٧» ومن «٨» فوق هذه الطبقة فى القوّة جعل عليه رجلا «٩» بسلاحه ودوابّه «١٠» وقوّامه ومؤنه ونفقة «١١» له ثلثين دينارا وبهذا اتّجه «١٢»
لنقفور ما اتّجه فى المسلمين لا أنّه فرّق مالا من خزائنه أو تصرّف «١٣» فى ملك نفسه أو لزمه درهم فما فوقه من حاصله بل ربح فى خلال جمعه هذه الأموال وعند صرفها فى النفقات أمرا ذكروه خرج به الى بلد الإسلام وعاد معه فاحتجنه وكانت جبايته لهذه الأموال على هذه الجهة السبب فى مقت النصرانيّة له وبغضها «١٤» لأيّامه وتسخّطها لبقائه وخوفهم من وقوع معاودة لما ضرى عليه الى بلد الإسلام فجعلوا ذلك سببا لقتله وطريقا للحجّة عليه، (٧) وأمّا حدّ بلد الروم فإنّ مشارق بلدانهم المضمومة اليهم والمضافة على مرّ الأوقات الى متملّكيهم ما واجه من ناحية الثغور الشأميّة والجزرّية «١٨» الى آخر حدود ارمينيه وشمالها من نواحى البجناكيّة وبشجرت «١٩» وبعض بلاد الصقالبة ومغربها بعض البحر المحيط وما [٥٩ ب] حادّ جليقيه وافرنجه