لحرم اجتازت ببلد الروم على القسطنطينيّة «١» الى ناحيته ووصلوا الملك الذي كان فى أيّامهم شاكرين وكان خائفا عليهم من صاحب مصر غير أنّ للإسلام فيما عليه نفوس أهله وقلوبهم شأنا فى انتشار الكلمة وفساد «٣» الحال وكثرة العناد والخلاف والاشتغال بطلبه بعضهم لبعض ما خلا به «٤» للروم سربهم فطالت أيديهم الى ما كانت مغلولة عنه وأطماعهم محسومة منه، (٩) وقد ذكرت هذا البحر وما عليه من المدن والبقاع من حدّ طنجة ونواحيها الى أرض مصر والى آخر الشأم من الثغور الى اولاس ممّا كان فى أيدى المسلمين ولهم وشكّلت ذلك الى أطراف بلد الروم وما دون الخليج وبعده من الأرض الصغيرة وأثبتّ فيه أكثر ما بعد الخليج من أرض القسطنطينيّة «١٠» ونواحى بلبونس وجون البنادقين وأرض قلوريه والانكبرذه وافرنجه وروميه وجليقيه وما يحادّ من نواحى الاندلس، (١٠)[٦٠ ظ] وعلى هذا البحر وفى بلد الروم جبال لا تحدّ لكثرتها ومنها جبال اقليميه واقليميه مدينة كانت للروم قديما أتى عليها المسلمون وكان بعض أبواب طرسوس يدعى بباب اقليميه وينسب اليها وهذه الجبال آخذة ببلد الروم يمينا وشمالا، وإذا جزت اقليميه وكانت بعيدة من شطّ البحر بنحو مرحلة نزلت المكان المعروف باللامس «١٦» قرية على شطّ البحر كان الفداء يقع فيها بين المسلمين والروم فيكون الروم فى مراكبهم والمسلمون فى البرّ يفادون، وتتّصل هذه الناحية بإقليم اجيا معدن الميعة «١٨» التى تجلب الى جميع الأرض فى البرّ والبحر من هذا الرستاق والناحية ويمتدّ البحر الى انطاليه «٢٠» وبينهما أربعة أيّام فى البحر بطاروس جيّد ومثلها فى البرّ وانطاليه «٢١» حصن منيع ورستاق عظيم مضاف الى حصن انطاليه وليس للملك عليه دخان ولا كلفة من صغير ولا كبير وبه مرتّبون للخرائط والبريد بالبغال والبراذين فى البرّ ومرتّبون فى البحر لنقل الحوائج والمتاع