ولا ما يشاكلها ولا يستطاع ولهم ثوب «١» يعمل طوله مائة ذراع فى عشر «٢» أذرع ويباع الثوب منها بالدون فمن مائة وخمسين رباعىّ الثوب الى ما فوق ذلك بقليل وأنقص بكثير، وتتّصل أرض نابل بأرض غيطه «٣» ثمّ تتّصل ديارهم بالافرنجة على ساحل البحر الى أن [تحاذى صقلّيّة وتجاوزها الى أن]«٤» تتّصل بطرطوشه من أرض الاندلس، (١٢) وفى هذا البحر جزائر صغار وكبار وجبال غامرة وعامرة للروم والمسلمين فأمّا المعمور بالإسلام والناس فصقلّيه وهى أكبرها وأكثرها [٦٠ ب] عدّة وأشدّها بأسا بمن حوته من ناقلة المغرب وهى ناحية قريبة من الافرنجة وقد قدمّت كثيرا من ذكرها «٩» ، وكان للمسلمين فى هذا البحر غير جزيرة جليلة وناحية مشهورة نبيلة فاستولى العدوّ عليها كقبرس واقريطش «١١» وكانتا جزيرتين كثيرتى «١٢» الخير والمير والتجارة والوارد منها والصادر اليها رائج وكان أخذهما أحد الأسباب الزائدة فى أطماع الروم لأنّهما بما كان فيهما من الرجال والعدّة والعتاد كالنار لهيبها لا يفتر وأوارها «١٣» لا يقصر ينكون فى بلد النصرانيّة صباح مساء نكاية بيّنة ظاهرة يوجبها لهم قربهم من مطالبهم ومجاورتهم للروم فى مساكنهم فصمدت النصرانيّة صمدهما ووكدت وكدهما الى أن فتحتا جميعا وملكتا، وكانت قبرس على غير ما كانت اقريطش عليه من مواقفة كانت بين أهلها فيها وذلك أنّها لم تزل قسمين نصف للروم ونصف للمسلمين بها لهم أمير وحاكم وأيدى المسلمين مبسوطة على من جاورهم من النصارى والنصارى بهم شقّين، «١٩» وجزيرة اقريطش حرّة مذ كانت وفتحت فى أيدى المسلمين ولم يكن