للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

تجاوز الله عنه من الكلف والنوائب والمغارم ومصادرة «١» أهلها مرّة بعد أخرى وكانت خصبة رخصة الأسعار حسنة الأسواق وفى أهلها ولاء لبنى أميّة شديد، وفى غربىّ الفرات بين الرقّة وبالس أرض صفّين وبها قبر عمّار بن ياسر وأكثر أصحاب علىّ عليه السلم وصفّين أرض على الفرات مطلّة من شرف عالى السمك [ويرى من كان بالفرات منه عجبا وذلك أنّه يرى قبورا فى موضعين أحدهما أعلى من الآخر ويعدّ فى أحد الموضعين دون العشرة قبور وفى الآخر نحو عشرين قبرا ويصعد الى المكان فلا يرى لذلك أثرا ولا يحسّ منه خبرا وإنّى لأستقبح أن أحكى هذه الحكاية ولكنّى بلغتنى فكذّبتها ثمّ رأيتها فلزمنى حكايتها تصديقا لمن تقدّم بالحكاية الىّ وإن عرّضت نفسى للتهم] «١٠» على أنّ أكثر من قتل من أصحاب علىّ هناك معروفة قبورهم، [وخبّرنى من رأى هنالك بيتا ينسب أنّه كان بيت مال علىّ بن أبى طالب عليه السلام] ، «١٢» وحرّان مدينة تلى الرقّة فى الكبر وهى مدينة الصابئين وبها سدنتهم ولهم بها طربال كالطربال الذي بمدينة بلخ «١٤» عليه مصلّى الصابئين يعظّمونه وينسبونه الى إبراهيم وهى بين تلك المدن قليلة الماء والشجر وزروعها مباخس وكان لها غير رستاق عظيم وكورة جليلة فافتتح الروم أكثرها وأناخت بنو عقيل وبنو نمير بعقوتها وببقعتها فلم يبق بها باقية ولا فى رساتيقها ثاغية ولا راغية وهى مدينة فى بقعة يحتفّ بها جبل مسيرة يومين فى مثلها وجميعها مستواة، ومدينة الرها فى شمال هذه البقعة وكانت وسطة من المدن والغالب على أهلها النصارى وبها زيادة على ثلثمائة بيعة ودير ذى صوامع فيه رهبانهم وبها البيعة التى ليس للنصرانيّة أعظم ولا أبدع صنعة منها ولها مياه