ويأخذ من النهروان طريق الى اليسار الى حلوان عليه من المدن الدسكره، جلولا، خانقين، قصر شيرين «٢» ، وينصبّ عند كلواذى نهر آخر بينه وبين دجلة دقوقا وخولنجان، (٣)«٤»[٦٩ ظ] هذا الإقليم أعظم أقاليم الأرض منزلة وأجلّها «٥» صفة وأغزرها جباية وأكثرها دخلا وأجملها أهلا وأكثرها أموالا وأحسنها محاسن وأفخرها صنائع وأهله فأوفرهم عقولا وأوسعهم حلوما وأفسحهم فطنة فى سالف الزمان والأمم الخالية وبمثله تجرى أمور أمّة الآخرة يقرّ بذلك لهم أهل الطاعة والفضائل ولا يمترى فيه أهل الدراية والحصائل، ورأيت ببعض الخطوط القديمة أنّه كان يجبى لقباذ السواد دون سائر أعماله وما كان تحت يده وسلطانه مائة ألف ألف وخمسين ألف ألف مثقال وأنّ عمر ابن الخطّاب رضى الله عنه أمر بمساحته فكان طوله من العلث فى جرى دجلة الى عبّادان مائة وخمسة وعشرين «١١» فرسخا وعرضه من عتبة «١٢» حلوان الى العذيب ثمنين «١٣» فرسخا عامرة مغلّة لا يقطعها «١٤» بور ولا يلحق عمارتها غبّ ولا فتور فبلغت جربانه ستّة وثلثين ألف ألف جريب فوضع على كلّ جريب للحنطة أربعة دراهم وعلى الشعير درهمين وعلى جريب النخل ثمنية دراهم وعلى جريب الكرم والرطاب ستّة دراهم وختم على خمس مائة ألف إنسان للجزية على الطبقات وأنّه جبى السواد فبلغت الجباية مائة ألف ألف وثمنية وعشرين ألف ألف درهم، وجباه عمر بن العزيز مائة ألف ألف وأربعة وعشرين ألف ألف درهم، وجباه الحجّاج بن يوسف ثمنية «١٩» عشر ألف ألف درهم وأسلف الأكرة ألفى ألف درهم وحمل ستّة «٢٠» عشر ألف ألف ومنع أهل السواد من ذبح البقر فقال شاعرهم