قائمة بأنفسها كدور العربايى «١» والكرخ ودور الخرب وصينيّة «٢» سرّ من رأى نفسها فى وسطها ومن أوّل ذلك الى آخره عند دور الخرب نحو مرحلة لا ينقطع بناؤها ولا تخفى آثارها [وهى إسلاميّة]«٣» ولمّا ابتدأ بناءها المعتصم استتمّه المتوكّل وهواؤها وثمارها أصحّ من ثمار بغداذ وهوائها ولها نخيل وكروم وغلّات تحمل الى مدينة السلام [وهى الآن خراب أكثرها] ، «٥»(١١) والنهروان مدينة يشقّها نهر النهروان بنصفين فى وسطها وهى صغيرة عامرة من بغداذ على أربعة فراسخ كثيرة الغلّات والخيرات والنخيل والكروم والسمسم خاصّة ونهرها يفضى الى سواد بغداذ أسفل من دار السلطان الى الإسكاف وغيرها من المدن والقرى، فإذا جزت «٩» النهروان الى الدسكرة الى حدّ حلوان خفّت المياه والنخيل وإن كانت من الدسكرة الى حدّ حلوان كالبادية منقطعة العمارة منفردة المنازل والقرى حتّى تفضى الى نهر تامرّا وحدود شهرزور «١٢» والى «١٣» تكريت، (١٢) فأمّا المدائن فمدينة صغيرة جاهليّة أزليّة كسرويّة آثارها عظيمة ومعالمها قائمة وقد نقل عامّة أبنيتها الى بغداذ «١٤» وهى من بغداذ على [٧١ ب] مرحلة وكانت مسكن الأكاسرة وبها ايوان كسرى المشهور ذكره بحديث سطيح وغيره الى يومنا هذا وهو إيوان معقود عظيم جسيم من آجرّ وجصّ وليس للأكاسرة أثر ولا بنية كهو، وينعت هذا الإقليم بأرض بابل وكانت مدينة النماردة «١٨» والفراعنة وقرار ملكهم وحومة نعمهم وهى الآن قرية صغيرة وهى أقدم أبنية العراق عهدا استحدثها ملوك الكنعانيّين وسكنوها ومن كان بعدهم وكانت دار مقامهم وبها آثار أبنية تخبر أنّها كانت فى قدم الأيّام مصرا عظيما ويرى آخرون أنّ الضحّاك أوّل من بناها