وسكنتها التبابعة ودخلها إبراهيم عليه السلم، [وتجاهها حلّة ابن مزيد مدينة محدثة استحدثها منصور بن مزيد الأسدىّ فى سنى التسعين «٢» وأربعمائة غربىّ الفرات منغصّة بالناس كثيرة الأسواق دائمة الشرى والبيع وبها مسجد جامع حسن كبير وجبايتها ربّما زادت على ألف «٥» دينار،] «٤» وكوثى ربّا مدينة يزعم قوم أنّها كانت أكبر من بابل ويقال إنّ إبراهيم الخليل عليه السلم بها طرح فى النار «٦» وكوثى بلدان وناحيتان تعرف إحداهما بكوثى الطريق والأخرى بكوثا ربّا وبها تلال رماد عظيمة ويزعمون أنّها نار النمرود بن كنعان التى طرح فيها إبراهيم، والجامعان منبر صغير حواليها رستاق عامر خصب جدّا يحادّ نواحى المدائن، والمدائن من شرقىّ دجلة ومن بغداذ على مرحلة ويقال إنّه كان فى أيّام الفرس «١٠» قد عقد بها على الدجلة جسر من آجرّ وليس لذلك أثر فى هذا الزمان وقد حكيت هذه الحكاية عن تكريت وأنّه كان على الدجلة بها عقد جسر من آجرّ يعبر عليه فى أيّام الهياطلة وأدركت أثرا من ذلك يشهد له فى سنى نيّف وعشرين وثلثمائة، (١٣) فأمّا عكبرا والبردان والنعمانيّة ودير العاقول وجبّل وجرجرايا وفمّ الصلح ونهر سابس وسائر ما ذكرته على شطّ الدجلة من المدن «١٥» فهى متقاربة فى الكبر وليس بها مدينة كبيرة وهى مشتبكة العمارة ولكلّ مدينة من ذلك كورة، [والبوازيج «١٧» شرقىّ تكريت وهى على النهر الصغير الذي أخذ من