بلاد الدربند «١» وشهرزور ولها نهر يأخذ من الزاب من أعلاها مسيرة أربعة أميال ويجئ اليها من قبليّها ويقسم بمقاسم عملت من الآجرّ أفواه الأنهار نهر الى شرقيّها ونهر الى غربيّها يسقى بساتينها وأقطانها ونهر يسمّى السنّ «٣» يدخل تحت السور من قبليّها ويشقّ فى وسطها وفى أسواقها وعليه مرابع بالآجرّ وربّما دخل واحد دكّانه واستقى الماء من طاقه ويخرج منها النهر فيسقى البساتين والأقطان الى شماليّها وشرقها وهو ماء كثير وفيها أيضا نهر صغير «٦» يشقّ وسط البلد ويروح الى غربىّ البلد يسقى الأقطان والبساتين وفى بساتينها فاكهة مليحة وأكثرها الرمّان والرطب وأهلها ليّنو «٧» العريكة محبّون الغريب ويتعصّبون له وربّما حمل من فاكهتها الى الموصل وينادى عليه باسمها وربّما أبيع فاكهة غيرها باسمها لشهرتها بالجيّد، ورؤساؤها قوم بنو يعرب من بجيلة من ولد جرير بن عبد الله البجلىّ ورؤساء نصفها الآخر قوم من بنى هود يقال لهم بنو هود بن «١٠» قحطان وهؤلاء رؤساء الجانبين مختلفون «١١» فى المذهب فبنو يعرب شيعة وبنو هود سنّيّة ولكلّ منهم تبع عظيم وربّما يجرى بينهم شىء من القتال على ذلك إلّا أنّهم يزوّجون «١٢» بعضهم من بعض ولا يزوّجون «١٣» غريبا ولا يتزوّجون «١٤» من غريب وكانوا قديما من عسكر علىّ بن ابى طالب رضى الله عنه لمّا فتح تكريت أخذوها وسكنوها بعد مقتله بالكوفة وهى مبنيّة بالطوب الّتى هو اللبن «١٥» والجصّ مساكن مرتفعة جدّا أحسن من اربل،] وحلوان مدينة ليس بالعراق بعد البصرة والكوفة وواسط أعمر منها ولا أكثر خصبا وجلّ ثمارها التين وهى بقرب الجبل وليس للعراق مدينة تقرب من الجبل غيرها وربّما سقط بها الثلج فأمّا أعلى جبلها فالثلج يسقط به دائما، وبالدسكرة نخيل وزروع كثيرة وبخارجها حصن من طين داخله فارغ وهو مزرعة ويقال أنّ ملكها كان يقيم به فى بعض فصول السنة فسمّيت دسكرة الملك لذلك، (١٤) وقد قدّمت القول بالتقويس الذي فى حدّ العراق من نحو تكريت الى [أن]«٢٣» يجاوز مشرقا عن دجلة الى قرب العلث بالطول على