والحرم وغيرهم فصلب حيّا الى أن مات، ومنهم الحسن المكنّى بأبى سعيد ابن بهرام الجنّابىّ من أهل جنّابه وكان دقّاقا وتعلّق لعنة الله عليه بدعوة القرامطة من قبل عبدان الكاتب صهر حمدان بن الأشعث المعروف بقرمط واستخلفه على كثير من نواحيهم وكانت الدعوة اليه بجنّابه وسينيز وتوّج ومهروبان وجروم فارس فدعاهم وأخذ الكثير من أموالهم ونبت «٥» له أضداد فنموا عليه فقبض على ما جمعه من المال واتّخذه من الخزائن والعدد وأفلت بحشاشة نفسه فلم يزل فى خفية حتّى كتب اليه حمدان بن الأشعث المعروف بقرمط [من كلواذى]«٨» بالشخوص الى حضرته ولم يكن رآه ولا عاينه فلمّا بصر به رأى منه نافذا فيما تكلّفه ورأى ما دار عليه ليس من قبل سوء سياسته فيما كان بسبيله لكن وجوه وقعت عليه ودارت كالضرورة اضطرّه اليها مخالفوه والمنكروه عليه فأنفذه على يد عبدان أيضا الى البحرين وأمره بالدعوة هناك وأيّده بوجوه القوّة من المال والكتب وغيرهما فورد البحرين وصاهر آل سنبر وبثّ الدعوة فى العرب الذين بتلك الناحية فقبلوها «١٤»[وانفتحت الديار على يده]«٢٠» وأجابته القبائل والعشائر رغبة ورهبة بعد أن حاصر هجر وافتتحها بضروب من الحيل ووجوه الكيد ومشاقّ من الأعمال والأفعال ودخلها بالسيف فقتل رجالها واستعبد الأولاد من الصبيان والصبايا واستباح حريمهم، وكان إذ ذاك فى دعوة المقيم بالمغرب وفى جملة المنتمين اليه حتّى قتل عبدان صاحبه فارتد عمّا كان عليه وقتل أبا زكريا الطمامىّ داعيا كان لأهل المغرب قبله بالبحرين واشتدّت شوكته وتفرّد بالأمر لنفسه وكرّ فى خطوب كثيرة يطول شرحها وليس يمكن ذكرها إلّا مستقصاة وفى إعادته طول فتركتها لذلك، «٢١» وذبح