أبا سعيد بعض خدمه فى الحمّام مع جماعة من كبراء رجاله [بالأحساء] ، «١» وكانت وصيّته الى أكابر أولاده بتسليمهم لولده الأصغر منهم عند بلوغه لأمر وقف عليه فيه سائر «٣» ما خلّفه واتّباعهم إيّاه ووقوفهم عند أمره ونهيه فكان من لعنه «٢٤» الله منهم «٤» أبو طاهر سليمن فاتح البصرة والكوفة وصاحب قوافل الحاجّ فى طريق مكّة وقاتل آل أبى طالب وبنى هاشم والمستحلّ دماءهم وفروجهم وأموالهم ومخرب مكّة وآخذ الحجر وفاعل كلّ كبيرة ومستحلّ كلّ عظيمة ومقترف كلّ آثام ومستبيح كلّ حرام الى أن أهلكه الله ودمّر عليه وأتى على أهله وولده بتشتيت الكلمة واختلاف الدعوة وغيلة بعضهم لبعض بالقتل والمكائد والختل، وما كان من فعله بالمسلمين واعتراضه على حجيجهم وعيثه فى بلادهم بقتلهم وما فعله بالحرم [فلا حاجة بنا الى ذكره لشهرته والغنى عن إعادته]«١١» من أخذ كنوز الكعبة وقتل المجاورين لها والمستذمّين بحرمتها الى أن أخذ عمّ أبى طاهر أخو أبى سعيد وقراباته وذووه فحسبوا بشيراز مدّة وكانوا مخالفين له فى المذهب والطريقة يرجعون الى صلاح وسداد وشهد لهم بالبراءة من القرامطة «١٥» فخلّى عنهم، ومنهم أبو جعفر محمّد بن علىّ الشلمغانىّ «٢٥» فإنّه أيضا ممّن ظاهر بأمور من العلم ودعا الى الفقه والزهد وتزيّا بالورع والعفّة وألف كتبا فى الحلال والحرام بأحسن نظام وأجمل تأليف وهو مع ذلك [يسرّ] ١»
شقاق الأمّة ويعتقد إكفارهم ويرى أنّ الدار دار كفر وأهلها وأموالهم ومناكحتهم وحجّهم وغزوهم فاسد وجهادهم لازم ودعا مرّة الى أصحاب المغرب وأشار اليهم «٢٠» وأخرى الى نفسه واضطرب فى فنون اعتقدها فى البارئ تعالى [٨٤ ب] الى أن هلك أيضا صلبا وكفى الله أمره، [والله «٢١»