للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

(٣٠) وبدارابجرد حوت فى الخندق المحيط بالبلد لا شوك فيه ولا عظم ولا فقار وله فلوس وهو من ألذّ السموك ويرتفع منها ثياب كالطبرىّ للفرش تستحسن، وبقرية من قرى دارابجرد المومياى الذي يحمل الى الآفاق وهى ملك للسلطان ولا نظير له وهو غار فى جبل قد وكّل به من يحفظه وهو مسدود الباب والمدخل مغلق مقفل مختوم معلم بعلامات كثيرة لمن يحضر فتحه من ثقات السلطان ويفتح فى كلّ سنة فى وقت معروف وقد استجمع فى نقرة حجر هناك ما اجتمع منه وفى غير ذلك النقرة الشيء بعد الشيء منه فإذا جمع يكون الموجود فى كلّ سنة كالرمّانة فيختم بمشهد من ثقات السلطان والحكّام وأصحاب البرد والمعدّلين من أهل الأمانة بعد أن يرضخ للحاضرين بالشيء اليسير منه وهو المومياى الصحيح وما عداه فمزوّر ليس بصحيح وبقرب هذا الغار قرية تعرف بآيي فنسب هذا الموم اليها وتفسيره موم قرية آييى، وبناحية دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والأخضر وجميع الألوان المتفرّعة وهى جبال على ظاهر الأرض ينحت منها الموائد والغضار والآنية المستطرفة وتحمل الى سائر مدن فارس وغيرها، وبفارس عامّة المعادن من الفضّة والحديد والآنك والكبريت والنفط وما أشبه ذلك ما يغنى أهلها عن عمل ما سواها من البلدان والنواحى إلّا أنّ الفضّة قليلة وبها معدن ذهب [٨٥ ب] ومعدن صفرها بالسردن ويحمل منها الى البصرة وغيرها والحديد بجبال اصطخر وبقرية من جوار اصطخر تعرف بدارابجرد «٢٠» معدن للزيبق، «٢١» ويعمل بفارس مداد أسود لدوىّ الكتّاب وأصباغ التزاويق فيفضّل على كلّ مداد فى الأرض غير الصينىّ لأنّهما جميعا من تذاكى «٢٢» أكبر النيران المجوسيّة المتقادمة وهو فى نفسه دخانها [لا غير] «٢٣» ، وبشيراز أبراد معروفة مشهورة فى أكثر أقطار الأرض بالشيرازيّة،