ويرتفع منها العتّابىّ والوشى «١» وسائر ثياب الإبريسم والقطن ما يجهّز بذلك «٢٠» الى العراق وفارس وسائر الجبال وخراسان وخوزستان وليس كعتّابىّ اصبهان فى الجودة والجوهريّة، وبها [٩٩ ب] زعفران وفواكه تجلب الى العراق والى سائر النواحى وليس من العراق الى خراسان بعد الرىّ مدينة أكثر من اصبهان تجارة، (٩) وهى ذات نواح نزهة ورساتيق حسنة ومن وصل الى قربها من طريق فارس وصعد عقبة سرفراز أشرف على المدينتين والرساتيق المتّصلة بالبلد ورأى أنزه مكان وأطيبه ممّا يستوقف النظر وترتاح له النفس ولا يسأمه البصر، ومن كرائم هذه الرساتيق رستاق جى وبه من الضياع الحسنة والقرى الخطيرة ما يذكر أنّها على عدد أيّام السنة ويقال أنّ الإسكندر عند ابتنائه سور شهرستان «١١» جعل فيه ثلثمائة وخمسة وستّين برجا لكلّ ضيعة برجا ليتحصّن فيه عند الفزع ويأوى اليه أهلها عند الحصار وتغلّب الأشرار وذلك أنّ نواحى اصبهان كانت فى قديم الأيّام ثغرا من ثغور الترك والديلم، ومن الرساتيق المحيطة بالبلد رستاق لنجان «١٤» ومهرين «١٥» وجنبه وكراج «٢٢» وكدر وكه كاوسان وبرخوار وبراآن، وبهذه الرساتيق ضياع كبار آهلة غزيرة الغلّات ومنها ذوات منابر وخطباء وأسواق وحمّامات، وبالمدينة دور فاخرة وقصور لرؤسائها وأكابرها كقصر أبى علىّ بن رستم والساباط وبناؤه من جصّ وآجرّ وبالقرب منه الأرحية فى نهر زرنروذ وهو نهر لذيذ الماء طيّبه حسن المنظر بالقصور التى تركبه وتطلّ عليه وله جانبان ففى الشرقىّ قصر عبد الرحمن بن زياد وقصر ابن أبى الفضل فى سور كرينه «٢١» ، ومن الجانب الغربىّ زركاباذ وتاجه «٢٣» محلّتان كبيرتان وفيهما يعمل السقلاطون والعتّابىّ الرفيع والخزف وغيره،