(١٣) وقمّ مدينة عليها سور وهى خصبة وشرب أهلها من أبآرها ومياه بساتينها من سوان وبها فواكه وأشجار فستق وبندق وليس بتلك الناحية من البندق إلّا بمدينة لاشتر «٣» ففيها منه الكثير الغزير وليس بجميع الجبال نخيل الّا ما بالصيمرة والسيروان وما بشابرخاست «٤» وهى نخيل قليلة غير أنّها لقربها من العراق جياد وجميع أهل قمّ شيعة لا يغادرهم أحد والغالب عليهم العرب ولسانهم الفارسيّة، وقاسان مدينة صغيرة بناؤها وبناء قمّ من الطين وسائر ما ذكرنا من مدن الجبال سوى الرىّ فإنّها بالجصّ وجميعها لطاف متقاربة، (١٤) وليس بجميع الجبال «٩» بحيرة صغيرة ولا كبيرة ولا اتّصال بشىء منها ولا نهر يجرى فيه السفن غير النهرين المفضيين بين جبال الجزيرة جائية «١١» من نواحى ارمينيه على جبال داسن [١٠١ ب] ويعرفان بالزابيين وكأنّهما وإن كانا من الجبال يخرجان فليسا منها لأنّهما الى الدجلة يفرغان وفيها يقعان ورأيتهما جميعا ومخرجهما من جبال الجزيرة وتلقاء اذربيجان الى نواحى الموصل، (١٥) والغالب على هذه المدن المذكورة والنواحى الموصوفة الجبال الشاهقة العالية والأوعار الصعبة المنيعة إلّا ما بين همذان الى الرىّ والى قمّ فإنّ الغالب عليها السهل والجبال بها قليلة، والذي يحيط بالجبال الصعبة من حدّ شهرزور الى آمد فيما بين حدود اذربيجان والجزيرة ونواحى الموصل وهو من طولها وربّما كان عرضها فى غير موضع الثلثين فرسخا والى الأربعين وأزيد وأنقص فلا يرى فيها مرحلة واحدة فى سهل وهذه الجبال مسكونة مأهولة بالأكراد الحميديّة واللاريّة «٢١» والهذبانيّة «٢٠» وغيرهم من أكراد شهرزور وسهرورد «٢٢»[ومن شهرزور]«٢٣» الى حلوان والصيمرة