وزنجان أكبر من ابهر غير أنّ أهل زنجان تغلب عليهم الغفلة والخبال موجود فيهم، (١٠) وطبرستان فأكبر مدنها آمل وهى مستقرّ ولاتها فى هذا العصر وكانوا فى قديم الأيّام يسكنون ساريه، وطبرستان بلد كثير المياه والثمار والأشجار الجليلة العظيمة والغالب عليها الغياض «٥» وكثرة الأشجار وأكثر أبنيتها الخشب والقصب وهو إقليم كثير الأمطار وربّما اتّصل المطر سنة جرداء فلا يرون فيها الشمس وسطوحهم مسنّمة بالقراميد، وآمل أكبر من قزوين وهى مشتبكة البناء والعمارة وما أعلم على قدرها أعمر منها فى نواحيها، ويرتفع بجميع طبرستان الإبريسم ويحمل منه الى جميع الآفاق وليس بسائر الأرض فى ملك الإسلام والكفر ناحية تقارب طبرستان فى كثرة الإبريسم وبها من الخشب الخلنج والكرم الملوّن المجزّع خشبه بسواد وحمرة والشمشار والشوحط ما ليس بمكان مثله، والغالب على أهل طبرستان وفور الشعر واقتران الحواجب وسرعة الكلام والعجلة والطيش وعلى طعامهم خبز الأرزّ والسمك والثوم وكذلك الديلم والجيل، ويرتفع من طبرستان أصناف من الثياب الإبريسم والأكسية الصوف الثمينة والبرّكانات العجيبة وليس بجميع الأرض أكسية تبلغ قيمة أكسيتهم وبرّكاناتهم ومطارفهم وإذا كانت بالذهب فهى كما بفارس أو أزيد بقليل، وليس بجميع طبرستان نهر تجرى فيه سفينة غير أنّ البحر منهم قريب على أقلّ من يوم، ويعمل بطبرستان مناديل قطن وشرابيّات ودساتك ساذجة ومذهّبة وليس لذهبها نظير هذا الى بقاء معروف فى ثيابهم القطنيّة وأكثر قطنهم يضاهى قطن صعدة وصنعاء وفيه صفرة ولما يعمل منه جوهر حسن ويستحسنه أهل العراق، وجميع طبرستان يغلب عليها المياه والغياض والشجر إلّا ما كان فى المواضع المستعلية فى الجبال ففيها قلّة رطوبة ويبس وبطن طبرستان سقيع «٢٤» نقيع يغلب عليها النزوز ونجل الأرض،