للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

(١١) وجرجان وأعمالها وجبالها مصاقبة لطبرستان وحومتها كبيرة «١» وليس بتلك النواحى لها شبه وبناؤها من طين وهى أيبس من آمل تربة وأقلّ مطرا مع أنّه لا تخلو جرجان وطبرستان شتاءهم وصيفهم من الأمطار الدائمة الكثيرة العظيمة المؤذية المضجرة القاطعة للغريب عن الأشغال الصادّة عن المهمّات من الأعمال وكان «٥» أهل جرجان أحسن وقارا وأكثر مروءة ويسارا وقد تغيّر الجميع وهلكت الموادّ وغلب عليها السلاطين، وجرجان جانبان بينهما نهر يجرى كثير الماء عظيمه فى الشتاء وعليه قنطرة معقودة بين الجانبين فجرجان [١٠٤ ظ] الجانب الشرقىّ وبكراباذ الجانب الغربىّ وهى أقلّ من جرجان سعة، وأكثر ما يعمل الإبريسم ببكراباذ وأصل إبريسم طبرستان من جرجان لأنّه لا يزكو ما بطبرستان من بزر حريرهم وإنّما يستعملون بزور جرجان لأنّها أزكى وأتمّ ولا يتمّ من بزور طبرستان حرير بتّة «١٢» ، ولها مياه كثيرة وضياع عريضة وقلاع واسعة ولم يكن فى المشرق بعد أن تجاوز الرىّ والعراق مدينة أجمع ولا أظهر خصبا على مقدارها «١٤» من جرجان وذلك أنّ بها [الثلج و] «٢٠» النخل والأترجّ وفواكه الصرود والجروم والتين والزيتون وسائر الفواكه، وكان لأهلها مروءات يتبارون فيها ويأخذون أنفسهم بها وبالتأتّى للأخلاق المحمودة فبدّدهم عدل «١٧» السلطان واختلاف العساكر عليهم وغيّرهم ذلك وحقيق بالتغيير، وتخرّج منهم رجال كثيرون شهروا بالفضل وعرفوا ووصفوا بالسر وكالعمركىّ صاحب المأمون وكان من العلم والأدب بمكان، ونقودهم ونقود طبرستان الدنانير والدراهم ومنّهم ستّمائة درهم وكذلك منّ طبرستان والرىّ وقومس [منّها] «٢١» ثلثمائة درهم، ولجرجان فرضة على بحر طبرستان يركبون منها الى