وهذه المواضع تصلها بعضها ببعض عدّة طرق وأوّل هذه الطرق ابتداء من الفوق الطريق الجديد الآخذ من سبيج الى نقطة فى الخطّ الأيسر، ثمّ طريق خبيص بين خبيص وقرية سلم، ثمّ طريق الزاور «٣» بين زاور وقاين، ثمّ طريق يزد بين يزد وكرى، ثمّ طريق نايين «٤» بين نايين والطبسين، ثمّ الطريق الأوسط بين اردستان والطبسين، ورسم من قوق هذا الطريق سلسلة جبال كتب عندها سياه كويه ومن أسفله سلسلة أخرى كتب عندها جبل كركس كويه، ويأخذ من منتصف هذا الطريق طريقان أحدهما الى الدامغان كتب عنده طريق قومس والآخر الى اصبهان، (٣)[١٠٨ ب] هذه المفازة من أقلّ مفاوز الإسلام سكّانا وقرى ومدنا على قدرها لأنّ مفاوز البادية فيها مراع وأحياء للعرب ومدن وقرى لا تكاد تخلو نجد وتهامة «١٠» وسائر نجودها ونواحيها والحجاز وما يشتمل عليه من بقاعه وأصقاعه أن تكون فى حيّز قبيلة يتردّدون فيها على المراعى وكذلك عامّة اليمن إلّا ما بين عمان واليمامة ممّا يلى البحر الى حدود اليمن فإنّ ذلك الموضع خال فارغ من ديار العرب عن السكّان، وكذلك المفازة التى فى أضعاف كرمان ومكران والسند عامّتها مسكونة بالأخبية والأخصاص وغيرها «١٥» ، ومفاوز البربر أيضا القاصية المتّصلة بالبرّيّة التى لا تسلك فى الجنوب الى البحر المحيط عامرة «١٦»«٢٠»[أعرف ذلك وأقف عليه بأحياء البربر فى مراعيهم]«١٧» ، وليس يستدرك من مفازة فارس وخراسان غير علم «١٨» الطريق وما يعرض فى أضعاف طرقها من المنازل والرباطات الموقوفة على سابلة الطريق ليستجار بها فى شدّة البرد من الثلوج وفى شدّة القيظ من الحرّ وليس فيما عدا أطرافها كثير عمارة ولا سكّان،