(٤) وهذه المفازة من أكثر المفاوز لصوصا وفسّادا «١» وذلك أنّها ليست فى حيّز إقليم بعينه فيرعاها أهل ذلك الإقليم بالحفظ وتحيط بها أيد كثيرة من سلاطين شتّى فبعض هذه المفازة من عمل خراسان وقومس وبعضها من عمل سجستان وبعضها من عمل كرمان وفارس واصبهان [وقمّ]«٥» وقاسان والرىّ فإذا أفسد القاطع فى عمل دخل عملا آخر، ومع ذلك فهى مفازة يصعب سلوكها بالخيل وإنّما تقطع بالإبل فأمّا دوابّ عليها أحمال فلا تسلكها إلّا على طرق معروفة ومياه معلومة إن تجاوزها فى أعراض هذه المفازة متجاوز هلك، وقد سلكتها على الوجهين جميعا فمّرة مع المفردة وأخرى مع الجمال المحمّلة، ولللصوص فى هذه المفازة ملجأ يعتصمون به ويأوون اليه ويخفون فيه الأموال والذخائر يعرف بجبل كركس كويه وكركس اسم المفازة التى تتاخم الرىّ وقمّ الى مسيرة أيّام عنه من شرقىّ هذه المفازة وكركس كويه هذا فجبل ليس بالكبير الطويل وهو منقطع عن الجبال والمفازة محيطة به وبلغنى أنّ دور أسفله نحو فرسخين ولم أقف على ذلك لأنّى لم أمض به إلّا مجتازا عليه وبهذا الجبل ماء يسمّى آب بيده «١٥» ووسط هذا الجبل كالساحة وفى مجاهل شعاب هذا الجبل مياه قليلة وهو جبل وعر المسلك الى ذراه فيه معاطف ومسالك وحشة ولا يكاد يظهر على من يتوارى فيه، وإذا صرت الى آب بيده كنت كأنّك فى حظيرة والجبل محيط بك، ويتّصل من هذه المفارة جبل كركس كويه «١٩» بوعر يكون نحو فرسخين ربى ووهادا تصله بجبال من نواحى الرىّ الى أن يتّصل بجبال الجيل والجبل الآخد من المشرق الى المغرب، (٥) وليس فى هذه المفازة قرية ولا مدينة سوى سبيج «٢١» وهو من عمل