وعلى القادم من القيروان الى اطرابلس غير ما يقبضه المتولّى عمل اطرابلس من كلّ جمل ومحمل وحمل وذلك كالذى بلبده وهى أيضا قرية بينها وبين اطرابلس الى جهة المشرق مرحلتان من الضريبة على الجمال والأحمال والمحامل والبغال والرقيق والغنم والحمير الى ما عدا ذلك من الأسباب الواردة «٥» وأخذ الصدقات والخراج واللوازم من ناحية قصرى ابن كمو وابن مظكود والبربر المقيمين هنالك من هوارة وغيرهم اليه، وهى مدينة بيضاء من الصخر الأبيض على ساحل البحر خصبة حصينة كبيرة ذات ربض صالحة الأسواق وكان لها فى ربضها أسواق كبيرة فنقل السلطان بعضها الى داخل السور وهى ناحية واسعة الكور كثيرة الضياع والبادية وارتفاعها دون ارتفاع برقة فى وقتنا هذا وبها من الفواكه الطيّبة اللذيذة الجيّدة القليلة الشبه بالمغرب وغيره كالخوخ الفرسك والكمّثرى اللذين لا شبه لهما بمكان وبها الجهاز الكثير من الصوف المرتفع وطيقان الأكسية الفاخرة الزرق والكحل النفوسيّة «١٣» والسود والبيض الثمينة الى مراكب تحطّ ليلا ونهارا وترد بالتجارة على مرّ الأوقات والساعات صباحا ومساء من بلد الروم وأرض المغرب بضروب الأمتعة والمطاعم، وأهلها قوم مرموقون «١٦» من بين من جاورهم بنظافة الأعراض والثياب والأحوال متميّزون «١٧» بالتجمّل فى اللباس وحسن الصور والقصد فى المعاش الى مروآت ظاهرة وعشرة حسنة ورحمة مستفاضة ونيّات جميلة الى مراء لا يفتر وعقول مستوية وصحّة نيّة ومعاملة محمودة ومذهب فى طاعة السلطان سديد ورباطات كثيرة ومحبّة للغريب أثيرة ذائعة ولهم فى الخير مذهب من طريق العصبيّة لا يدانيهم أهل بلد إذا وردت المراكب ميناهم عرضت لهم دائما الريح البحريّة فيشتدّ الموج لانكشافه ويصعب الإرساء فيبادر أهل