للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإدراج في مثل هذا فقال في الاقتراح ومما يضعف فيه أن يكون مدرجا في أثناء لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لا سيما إن كان مقدما على اللفظ المروي أو معطوفا عليه بواو العطف كما لو قال من مس أنثيية وذكره فليتوضأ بتقديم الأنثيين على الذكر فها هنا يضعف الإدراج لما فيه من اتصال هذه اللفظة بالعامل الذي هو من لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى ثم "قال زين الدين لم يرد مقدما" في شيء من طرق الحديث قال البقاعي ليس كذلك فقد وقع في كتاب الثواب لابن شاهين من رواية محمد بن دينار عن هشام عن عروة من مس أنثييه وذكره فقد الأنثيين "وإنما ذكره الشيخ مثالا فليعلم ذلك".

واعلم أن أمثلة الأدراج في وسط الحديث كثيرة.

منها حديث عروة عن عائشة في حديث بدء الوحي في قولها: "وكان يخلو بغار حراء يتحدث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد"١ فقوله وهو التعبد مدرج من كلام الزهري في وسط الحديث كما بينه في فتح الباري.

ومنها حديث مالك٢ عن الزهري عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح مكة وعلى رأسه المغفر وهو غير محرم فقيل له إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: "اقتلوه" ٣ فإن قوله: وهو غير محرم من كلام الزهري أدرجه الراوي عنه وقد رواه أصحاب الموطأ بدون هذه الزيادة وبين بعضهم أنها من كلام الزهري.

ومنها حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطيرة ٤ شرك وما منا إلا ولكن الله تعالى يذهبه بالتوكل" رواه الترمذي٥ وقال هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة يريد ابن كهيل قال وسمعت محمدا يقول في هذا وما منا إلا عندي من قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ضقال الحافظ ابن حجر: قد رواه


١ البخاري في: بدء الوحي ب ٣, ومسلم في: الإيمان: حديث ٢٥٢. وأحمد ٦/٢٣٣.
٢ سبق تخريجه.
٣ البخاري في: الجهاد ب ١٦٩. ومسلم في: الحج: حديث ٤٥٠. وأحمد ٣/١٦٤.
٤ الطيرة: بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي: التشاؤم بالشيء وهي مصدر تطير يقال: تطير طيرة.
وإنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعا أو يدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبه فكأنهم أشركوه مع الله في ذلك. النهاية ٣/١٥٢.
٥ ١٦١٤, وأبو داود ٣٩١٠. وابن ماجة ٣٥٣٨. وأحمد ١/٣٨٩, ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>