للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قال وذكر ابن الصلاح١ في أمثلته ما بلغه عن أحمد بن حنبل" ما أخرجه عنه ابن الجوزي في آخر باب الجهاد من موضوعاته أنه "قال أربعة أحاديث تدور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق لا أصل لها".

الأول: "من بشرني بخروج أذار بشرته بالجنة٢" وأذار بفتح الهمزة فذال معجمة فألف فراء قال في القاموس هو السادس من الشهور الرومية.

"و" الثاني: "من آذى ذميا فأنا خصمة يوم القيامة٣".

"و" الثالث: "نحركم يوم صومكم٤".

"و" الرابع: "للسائل حق ولو" أي جاء "على فرس٥ قال زين الدين" في شرح الألفية "لا يصح هذا عن أحمد بن حنبل فقد أخرج هذا الحديث الرابع في مسنده بإسناد جيد من حديث الحسين بن علي وأخرجه أبو داود" أي من حديث الحسين بن علي عليهما السلام "وسكت عنه وأخرجه أبو داوداي من حديث علي عليه السلام وفي إسناده من لم يسم ورويناه من حديث ابن عباس والهرماس بن زياد".

"وأما حديث من آذى ذميا" وهو الثاني "فقد رواه بنحوه أبو داود وكست عنه وأسناده جيد" ولفظه: "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة". "وإن كان فيه من لم يسم فأنهم عنده من أبناء الصحابة يبلغون حد التواتر الذي لا يشترط فيه العدالة فقد روينا عن البيهقي" لفظ الزين فقد رويناه في سنن البيهقي "وفيه عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

"وأما الحديثان الآخران" وهما الثالث والرابع "فلا أصل لهما كما ذكر" أي عن أحمد فالمراد من قوله ولا يصح هذا عن أحمد أي لا يصح كله لا بعضه ويحتمل أن يقرأ كما ذكر مغير الصيغة أي ذكره من نقله عن أحمد وأما مثال المشهور الصحيح فلم يذكره لكثرته.


١ ص ٢٣٩.
٢ التذكرة ١١٦, واللآلئ ٢/٧٨.
٣ الموضوعات ٢/٢٣٦, واللآلئ ٢/٧٨, وتنزيه الشريعة ٢/١٨١.
٤ الموضوعات ٢/٢٣٦. والتذكرة ٢٢١, والأسرار٣٩٧.
٥ أبو داود ١٦٦٥, ١٦٦٦. وأحمد ١/٢٠١. والبيهقي ٧/٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>