واعتل المعتضد في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين علة صعبة، كان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع، ثم تماسك، فقال ابن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب ... جزعًا من حادثات الخطوب
وحذرًا أن يشاك بسوء ... أسد الملك وسيف الحروب
ثم انتكس، مات يوم الاثنين لثمانٍ بقين منه.
وحكى المسعودي قال: شكوا في موت المعتضد، فتقدم إليه الطبيب وجس نبضه ففتح عينيه، ورفس الطبيب برجله، فدحاه أذرعًا فمات الطبيب ثم مات المعتضد من ساعته، ولما احتضر أنشد:
تمنع من الدنيا فإنك لا تبقى ... وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرناقا
ولا تأمنن الدهر، إني أمنته ... فلم يبقَ لي حالًا، ولم يرعَ لي حقًّا