للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة، فقال عمر: أنت هو لعمري.

وأخرج أبو نعيم وغيره عن عبد الرحمن الأصبهاني قال: جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر وهو على منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: انزل عن مجلس أبي، فقال: صدقت! إنه مجلس أبيك، وأجلسه في حجره وبكى، فقال علي: والله ما هذا عن أمري، فقال: صدقت والله ما أتهمك١.

فصل

أخرج ابن سعد عن ابن عمر قال: "استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر على الحج في أول حجة كانت في الإسلام، ثم حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة المقبلة، فلما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستخلف أبو بكر استعمل عمر بن الخطاب على الحج، ثم حج أبو بكر من قابل، فلما قبض أبو بكر واستخلف عمر استعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج، ثم لم يزل عمر يحج سنيه كلها حتى قبض، فاستخلف عثمان، واستعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج"٢.

فصل: في مرضه ووفاته، ووصيفته، واستخلافه عمر

أخرج سيف والحاكم عن ابن عمر قال: كان سبب موت أبي بكر وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كمد مازال جسده يضوي حتى مات. يضوي: أي ينقص.

أخرج ابن سعد والحاكم بسند صحيح عن ابن شهاب: أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر، فقال الحارث لأبي بكر: ارفع يدك يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد، فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة٣.

وأخرج الحاكم عن الشعبي قال: ماذا نتوقع من هذه الدنيا الدنية وقد سم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسم أبو بكر٤؟!

وأخرج الواقدي والحاكم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة، وكان يومًا باردًا، فحم خمسة عشر يومًا لا يخرج إلى الصلاة، وتوفي ليلة الثلاثاء لثمانٍ بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، وله ثلاث وستون سنة٥.


١ أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان "٩٩/٢".
٢ أخرجه ابن سعد في الطبقات "١٦٥/٢".
٣ أخرجه ابن سعد في الطبقات "١٨٢/٢". والحاكم في المستدرك "٦٤/٣". وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: رواه الليث وهو مرسل.
٤ أخرجه الحاكم في المستدرك "٦٤/٣"، وسكت عليه الحاكم. وقال الذهبي: السري متروك.
٥ أخرجه الحاكم في المستدرك "٦٣/٣"، وسكت عليه.

<<  <   >  >>