للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما هو عليه، فمن صحّ له هذا الرجاء فليزك نفسه بترك الخطيئة والإثم واعملوا أن من لابس الخطيئة فإنه لم يعرفه"١.

قال متى: "قال المسيح: أحبوا أعداءكم وباركوا على لاعنيكم وأحسنوا إلى من يبغضكم وصلوا على من يطردكم، لكيما تكونوا بني أبيكم المشرق شمسه على الأخيار والأشرار، والممطر على الصّديقين والظالمين"٢.

وقال المسيح لتلاميذه: "كونوا كاملين مثل أبيكم فهو كامل، لا تصنعوا معروفكم قدام الناس لكي تراؤنهم فيحبط أجركم عند أبيكم الذي في السماوات، لتكن صدقتك في السّرّ وأبوك يرى السّرّ فيجزيك علانية، إذا صليت فادخل مخدعك وأغلق بابك وصل لأبيك سراً وأبوك يرى السّرّ فيجزيك علانية، وإذا صليتم فلا تتشبهوا بالوثنيين لأنهم يظنون أن / (١/٨٢/أ) يسمع منهم بكثرة كلامهم، فأبوكم عالم بحوائجكم قبل أن تسألوه"٣.

فهذا المسيح قد سوَّى بين نفسه وبين سائر المطيعين لله في البنوة، وبيَّن أن لفظة: "الابن" قد تطلق على العبد الصالح بدليل قوله لليهود: "أنتم لو كان الله أباكم كنتم [تحبونني] ٤، أنتم من أبيكم إبليس وشهوة إبليس تهون"٥.


١ رسالة يوحنا الأولى ٣/٢-٦، وقد ورد النص الآتي: "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون؟ ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا س سنراه، كما هو وكلّ من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر، كل من يفعل الخطيئة يفعل التعدي أيضاً والخطيئة هي التعدي وتعلمون أن ذلك أظهر، يرفع خطايانا وليس فيه خطيئة، كل من يثبت فيه لا يخطئ، كل من يخطئ لم يبصره ولا عرفه".
٢ لوقا ٦/٢٧-٣٥، في سياق طويل وقد ذكره المؤلِّف مختصرا.
٣ متى ٥/٤٨، ٦/١-٨.
٤ في ص (تحبوني) ولعل الصواب ما أثبته.
٥ يوحنا ٨/٤٢-٤٤، بألفاظ متقاربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>