للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه صورة [صلاة] ١ زعم النصارى أن المسيح علَّمها تلاميذ: وهي: "أبانا الذي في السماوات قدوس اسمك يأتي ملكوتك تكون مشيئتك كما في السماء كذلك تكون على الأرض، آتنا خبزنا قوتاً في اليوم، واغفر لنا ما وجب علينا كما نحب أن نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تدخلنا التجارب ولكن نجنا من الشرير، إذ لك المجد والقوة والملك إلى الأبد. آمين"٢.

قال المؤلِّف: قوله: "آبانا الذي في السماوات" لفظ موهم من حيث الأبوة ومن حيث الجهة.

فالأبوة متروكة الظاهر بقول يوسف في التوراة: [لأخيه بنيامين - وهو لا يعرفه - يا بني الله يترأف] ٣ عليك.

فقد سمى أخاه ابنه، وليس ابناً له على الحقيقة، وبقوله / (١/٨٥/أ) في التوراة لإخوته: "لستم أنتم الذين بعتموني بل الله قدمني أمامكم، وجعلني أبا لفرعون وسيداً لأهل الأرض"٤. يريد مدبراً له.


١ إضافة يقتضيها السياق.
٢ متى ٦/٩-١٤، لوقا ١١/٢-٤. وهذه الصلاة يسميها النصارى: "بالصلاة الربانية" وهي فاتحة صلاتهم وبعدها يقرؤون الصلوات (الأدعية) التي تناسب صلاتهم، وتنقسم هذه الصلاة إلى ثلاثة أقسام: (١) الدعاء "أبانا الذي ... "، (٢) الطلبات وهي سبت، ثلاث منها تختص باسم الله وملكوته ومشيئته، وثلاث باحتياجات الإنسان الزمنية والروحية. (٣) التمجيد (لأن لك الملك ... ". (ر: قاموس ص ٥٥٢، الصلاة في الأديان الثلاثة ص ١٣٥، ١٥٨، أحمد أبو طبة".
٣ في ص: "لا جيب سامن وهو لا يعرفه يا بني الله يترأف"، والتصويب من النّصّ في سفر التكوين ٤٣/٢٩.
٤ تكوين ٤٥/٤-٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>