للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا ثبت إطلاق لفظة البنوة على يقعوب وداود وغيره، فما بال النصارى لا يقولون في أيمانهم وحلفهم: "وحقّ يعقوب ابن الله؟! ".

ولِمَ حطُّوا حرمته وهو ابن الله بكره - والبكر له مزيد حرمة عند أبيه؟! وكذلك هلا أقسموا بداود وهو ابنه حبيبه، ولم هجروا اسمه وهو مساو المسيح في البنوة والحبّ؟!.

وكذلك قال لوقا الإنجيلي: "جبريل أخبر عن الله أن المسيح ابن داود"١. فهلا نسبوه نسبته التي نسبه بها جبريل ولهجوا بذلك في أقسامهم وأيمانهم فقالوا: "وحقّ المسيح ابن داود".

وكيف رغبوا له / (١/٨٦/ب) عن تسمية سماه الله بها على لسان جبريل قبل خلقه؟! أهم أعلم بما يجب له من الله؟! فكيف تكروا تسمية الله له وأخلفوا تسمية أجمع أرباب الملل والنحل على تخطئتهم فيها؟!.

فإن رجعوا الفهقرى وتمسكوا بقوله: "يا أبت"، أوردنا عليهم قولة التلاميذ: "قولوا: أبانا الذي في السماوات"، ونظائرها. على أنا نقول لهم: ألم ترووا لنا عن المسيح في خاتمة الإنجيل قوله: "أنا ذاهب إلى إلهي وإلهكم"٢، وقوله وهو على الصليب فيما زعمتم: "إلهي إلهي لم تركتني؟ "٣.

فهلا تقولون في صلواتكم وأدعيتكم: يا عبد الله اغفر لنا، وكذلك إذا دعوتم الأب فقولوا: يا سيد إلهنا ارحمنا، وكذلك قولوا في دعائكم الأب: يا جَدَّنا افعل بنا كذا؛ لأن بطرس٤ أبوكم، والمسيح أبٌ لبطرس، والله أب للمسيح.


١ لوقا ١/٣٢.
٢ يوحنا ٢٠/١٧.
٣ متى ٢٧/٤٦.
٤ باعتبار أن بطرس رئيس الحواريّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>