للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روي عن سلمان الفارسي١ أنه قال: "تداولني بعضة عشر من ربّ إلى ربّ"٢. وإنما / (١/٩٠/أ) يريد المرشدين والمدبرين له.

وقد يكون بمعنى السيد، قال الأعشى:

وَأَهْلَكْن يوماً رَبَّ كِنْدَةَ وابنَه وَرَبَّ مَعَدّ بين خَبْتٍ وَعَرْعَر٣


١ سلمان أبو عبد الله الفارسي رضي الله عنه، ويقال له: سلمان بن الإسلام وسلمان الخير الصحابي المعروف، له ستون حديثاً.
٢ أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب (٥٣) . (ر: فتح الباري ٧/٢٧٧) ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٤/٢٢١، وأبو نعيم في الحلية ١/١٩٥، عن سلمان الفارسي: "أنه تداوله بضعة عشر من ربّ إلى ربّ". واللفظ للبخاري.
قال الحافظ: "أي: سيد إلى سيد، وكأنه لم يبلغه حديث أبي هريرة في النهي عن إطلاق ربّ على السيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقل أحدكم: أطعم ربّك، وضئ ربَّك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي". أخرجه البخاري ٥/١٧٧، ومسلم ٤/١٧٦٤.
وقال الحافظ: "ويفه نهي العبد أن يقول لسيده: ربّي، وكذلك نهي غيره فلا يقول له أحد: ربّك، والسبب في النهي أن حقيقة الربوبية لله تعالى، لأن الرّبّ هو المالك والقائم بالشيء فلا توجد حقيقة ذلك إلاّ لله تعالى. قال الخطابي: سبب المنع أن الإنسان مربوب متعبد بإخلاص التوحيد لله وترك الاشتراك معه، فكره له المضاهاة في الاسم لئلا يدخل في معنى الشرك، ولا فرق في ذلك بين الحرّ والعبد، فأما ما لا تعبد عليه من سائر الحيوانات والجمادات فلا يكره إطلاق ذلك عليه عند الإضافة كقوله: ربّ الدار، وربّ الثوب، وقال ابن بطال: لا يجوز أن يقال أحد غير الله: ربّ، كما لا يجوز أن يقال له: إله. وقال الحافظ: ويحتمل أن يكون للتنْزِيه وما ورد من ذلك فلبيان الجواز - يشير إلى قوله عليه السلام في أشراط الساعة: "أن تلد الأمة ربّها"، وقيل: هو مخصوص بغير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرد ما في القرآن أو المراد للنهي عن الإكثار من ذلك واتّخاذ استعمال هذه اللفظة عادة، وليس المراد النهي عن كذرها في الجملة". اهـ.
٣ البيت من شعر لبيد بن ربيعة العامري وليس للأعشى كما ذكر المؤلِّف. (ر: ديوان لبيد بن ربيعة ص ٥٥، تحقيق د. إحسان عباس، ط سلسلة التراث العربي، وزارة الإرشاد والأنباء في الكويت - سنة ١٩٦٢م، ر: لسان العرب ١/٣٩٩، تارج العروس ١/٢٦٠، وتفسير الطبري ١/٦٢، ور: ترجمة لبيد بن ربيعة ت سنة ٤١ في الأعلام للزركلي ٥/٢٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>