للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول أشعيا: "هوذا العذراء تحبل وتلد ولداً عمانويل الذي تفسير إلهنا"١ محمول على بعض هذه المحامل / (١/٩٠/ب) إن صح نقلهم عن أشعيا هذا اللفظ بعينه.

وقد فسر علماء الإنجيل قول مريم المجدلانية للمسيح (ربوني) ٢ بالمعلم، والمعلم والمربي والمدبر بمعنى واحد٣.

وقد صرح يوحنا الإنجيلي بأن الألوهية ليست على ظاهرها فقال في إنجيليه: "جلس يسوع في إسطوان سليمان بأورشليم فأحاطت به اليهود وتناولوا الحجارة ليرجموه وقالوا: حتى متى تعذب نفوسنا؟ فقال: أريتكم أعمالاً حساناً من عند الله، أفمن أجل الأعمال [ترجمونني] ٤؟! فقالوا: إنما نرجمك لأنك بينا أنت إنسان إذ جعلت نفسك إلهاً، فقال يسوع: أليس هكذا مكتوب في ناموسكم: "إني قلت إنكم آلهة وبني العلا تدعون"٥، فإذا قيل لأولئك: (آلهة) لكون كلمة الله عندهم، فالذي قدَّسه الله وأرسله إلى العالم، كيف تقولون إنه يجدف"٦.

فقد اعترف يوحنا والمسيح بأن الألوهية متْروكة الظاهر، وإن إطلاقها عليه كإطلاقها على العلماء والحكماء والمدبرين من بني إسرائيل، وقد صرح في هذا


١ أشعيا ٧/١٤.
٢ يوحنا٢٠/١٦، ١٧، والنصّ كالآتي: "قالت له: ربوني، الذي تفسيره: يا معلم ... ".
٣ علق محمّد مجدي مرجان ص ١٧٤، على النّصّ السابق وعلى ما ورد في إنجيل يوحنا ١/٣٧، ٣٨، بقوله: "لم يشأ يوحنا أن يطلق كلمة (رب) على عيسى من غير تفسيره، فقد خشي أن يتصور الناس أن عيسى إله أو بعض إله، ففسر يوحنا الكلمة في صلب الإنجيل نفسه بأنها تعني المعلم، فعيسى بالنسبة لتلاميذه هو معلمهم وأستاذهم.
٤ في ص (ترجموني) والصواب ما أثبته.
٥ نصّ مقتبس من مزمور ٨٢/٦، ونصّه: "قلت: إنكم آلهة وبنو العلي كلكم".
٦ يوحنا ١٠/٢٢-٣٦، في سياق طويل وقد اختصر بعضه المؤلِّف وذكره بالمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>