للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام بأنه ليس هو الله، ولا الله حال / (١/٩١/أ) فيه، وأن الله قدّسه؛ أي: طهّره وأرسله إلى العالم، وكذلك يفعل بسائر الأنبياء والرسل١.

ولو كان المسيح هو الله، كقول الجهلة من النصارى للزم اتّحاد المُرْسِل والرسول والمُقدَّس.

قال فولس في رسائله: "وقد يعرفون نعمة سيدنا يسوع المسيح إذ تَمَسْكن من أجلكم وهو غني، لكي تستغنوا بمسكنته"٢.

فشهد فولس بأن المسيح رجل من عباد الله يتواضع لله كدأب أوليائه وصفوته.

- وقد استشهد النصارى على ربوبية المسيح بقصة الكنعانية:

قال متى: "حضر إلى يسوع امرأة كنعانية فقالت: إن ابنتي بها شيطان رديئ فعسى تتعطف عليها، فلم يجبها فسأله التلاميذ أن يقضي حاجتها فقال: لم أرسل إلاّ للخراف الضالة من بيت إسرائيل. فجاءت المرأة وسجدت له وقالت له: يا رب أَعِنِّي. فقال: ليس يجيد أن يؤخذ خبز النبيّين فيعطى للكلاب. فقالت: نعم. يا ربّ والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد


١ يقول محمّد مجدي مرجان في كتابه السابق ص ١٧٢: "يطلق لفظ: (إله) في الكتب المقدسة على بعض الأنبياء على سبيل المجاز تعبيراً عن قربهم من الله كسائر أبناء الله الصالحين والبشر المؤمنين، يقول عيسى موضحاً المجاز: "إنما بنوة الله بالأعمال"، ويقول لأتباعه عند صعوده إلى السماء وإنقاذه من أعدائه: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم". نعم. فنبوة الله ليست باللحم والدم، وليست بالتناسل والتوالد، إنما بالعمل الصالح، وكلما صدق الإيمان وثبت اليقين وحسنت النيات والأعمال كلما زاد اقتراب الإنسان من خالقه، وصار قريباً من ربّه وكأنه ابنه، فنحن أبناء الله وصنع يديه". اهـ.
٢ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس ٨/٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>