للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أربابها، فحينئذٍ عطف / (١/٩١/ب) عليها وقال: [يا امرأة عظيم إيمانك، ليكن لك كما تريدين] ١، فشفيت ابنتها من تلك الساعة"٢.

قال النصارى: سجدت له [المرأة] ٣ وخاطبته بالربوبية، وذلك دليل على ربوبيته إذ لم ينكر عليها، بل تقريرها وشفاء ابنتها من أوضح الأدلة على ربوبيته.

وسبيل من وقف على ذلك أن يعارض قول الكنعانية له: "يا رب بقولها: "والكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها"، فقد جعلت ملاك الكلاب [أرباباً] ٤ لهم ولم ينكر عليها أيضاً.

وكذلك فليعارضوا بقوله: "ليس بجيد أن يؤخذ خبز النبيّين فيعطى للكلاب"، فقد سمى الكفار من بني آدم كلاباً، وقد سمى الدعاء والشفاء خبزاً، وذلك كله دليل التجوز والتوسع، وإذا كان ذلك كله جائزاً على المعنى، فالربوبية والبنوة أيضاً جائزة على طريق المعنى، فإن أحاولوا أن يكون الآدمي كلباً فليحيلوا أن يكون ربّاً.

وأما سجودها له ولم ينكر عليها فذلك كان سلام القوم وتحيتهم في الزمن الأوّل على عظمائهم وأكابرهم، / (١/٩٢/أ) والدليل عليه أن التوراة تنطق: "بأن إخوة يوسف حين عرفوه سجدوا له طالبين قدميه"٥، وكذلك قالت التوراة: "إن إفرام ومنسى [ابني] ٦ يوسف سجدا لجدهما يعقوب بحضرة أبيهم يوسف"٧. فلن ينكر عليهم.


١ في ص (يا مرأة عظيمة أمانيك يكون لك ما أردتي) والتصويب من النص.
٢ متى ١٥/٢٢-٢٨.
٣ إضافة يقتضيها السياق.
٤ في ص (أربا) والتصويب من المحقِّق.
٥ سفر التكوين ٤٢/٦.
٦ في ص (ابنا) والتصويب من المحقِّق.
٧ تكوين ٤٨/٨-٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>