للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: ساعدتمونا على ترك العمل بظاهره إذ سلمتم أنه مولود / (١/٦٥/أ) من غير أبٍّ، فكيف توردون علينا بنوة داود؟!. وإذا كنتم لا تقولون بذلك فقد سُلِّم لنا مرادنا.

قلنا: النسبة نسبتان: نسبة تعريف ونسبة تشريف.

فالأولى: هي نسبة الإنسان من والده الذي هو أصله.

والثانية: هي نسبته من والد والده الذي هو أصل أصله، فالمسيح منسوب إلى داود النسبة الثانية - التي هي نسبة تشريف - وهي كنسبة داود إلى إبراهيم، ثم مريم أم المسيح١ من نسل داود، وداود من نسل يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

وإذا كان المسيح بن داود بهذه النسبة بطل ما ذهبتم إليه من الضلال وانتحال المحال.

فإن قيل: إن كان قد روى مرقس ولوقا - من أصحابه - نهيه من ينطق بلفظ البنوة فقد قال هو: "إني ذاهب إلى أبي وأبيكم".

قلنا: فبذلك نستدل على اضطراب النقل وضعفه، إذ لو كان صحيحاً لم يختلفوا فيه، وإذا كان بعض الإنجيل يقول إن المسيح بن داود، وبعضه يقول: لا. بل هو ابن يوسف، وبعضه يقول: بل هو ابن الله، لم تحصل الثقة بقول واحد لاسيما والمسيح يقول: / (١/٩٥/ب) "إنّي ذاهب إلى إلهي وإلهكم"، ويقول في زعمكم: "إلهي إلهي لم تركتني؟ ". فالمسيح يقول إن الله إلهه وربّه، وأنتم تقولون: لا. بل هو ابنه. لقد تباعد ما بينكم وبين المسيح.

مسألة: زعم النصارى أن يسوع إنما جاءهم لينصرهم على اليهود ويطلع عليهم بالثالوث شموس السعود.


١ ورد ي قاموس الكتاب ص ٧٥٦، أن مريم العذراء من سبط يهوذا من نسل داود. (قارون لوقا١/٣٢، ٦٩، رومية ١/٣، ٢، الرسالة الثانية ليتموثاوس ٢/٨، وعبرانيّين ٧/١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>