للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قدمنا أنه ليس إنجيلاً واحداً، بل الذي في [أيدي] ١ النصارى اليوم أربعة أناجيل جمع كل إنجيل منها في قطر من أقطار الأرض بقلم غير قلم الآخر، وتضمن كلّ كتاب من الأقاصيص والحكايات ما غفله الكتاب الآخر مع تسمية الجميع إنجيلاً.

وقد ذكر العلماء أن اثنين من هؤلاء العلماء الأربعة وهما: (مرقس) و (لوقا) لم يكونا من الاثني عشر الحواري أصحاب المسيح، وإنما أخذا عن من أخذ عن المسيح، وإذا كان الأمر كذلك، فهذان الإنجيلان ليسا من عندالله؛ إذ لم يسمعا من لفظ المسيح، والحجّة إنما تقوم بكلام الله وكلام رسوله وإجماع أصحاب رسوله.

وقد صرّح لوقا في صدر إنجيله بذلك فقال: "إن ناساً راموا ترتيب الأمور التي نحن بها عارفون كما عهد إلينا أولئك الصفوة الذين كانوا خداماً للكلمة، فرأيت أنا إذ كنت تابعاً أن أكتب لك أيّها الأخ العزيز [ثاوفيلس] ٢ لتعرف به حقائق الأمر الذي وعظت به"٣./ (١/٩٨/ب) .

فهذا لوقا قد اعترف أنه لم يلق المسيح ولا خدمه، وأن كتابه الذي ألفه إنما هو تأويلات جمعها مما وعظه به خدام الكلمة٤.


١ في ص (أيد) والتصويب من المحقِّق.
٢ في ص (ثاوفيلا) والتصويب من النّصّ. وثاوفيلس: اسم يوناني معناه: "محبوب من الله". ولا يملك النصارى أية معلومات صحيحة عن شخصية وترجمته، وأقصى ما لديهم عنه نظريات تفتقر إلى الدليل. (ر: قاموس ص ٢٣٣) .
٣ لوقا ١/١-٥.
٤ إن الاعتراض الذي أورد المؤلِّف على كلام لوقا صحيح، وقد سبق لنا بيان الانتقادات الأخرى التي توجه إلى هذا النّصّ. (ر: ص ٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>