للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن هؤلاء الأربعة تَوَلوا النقل عن رجل واحد فلا بدّ وأن يكون الاختلاف إما من قبل المنقول عنه أو من قبل الناقل، وإذا كان المنقول عنه معصوماً تعيَّن الخطأ في الناقل.

١- تكاذيب:

قال متى: "من يوسف خطيب مريم - وهو الذي يسمى يوسف النجار - إلى إبراهيم الخليل اثنتان وأربعون ولادة".

قال لوقا: "لا ولكن بينهما أربعة وخمسون ولادة"، وذلك تكاذب قبيح، ولعل التوريك على لوقا أولى؛ لأن متى [صحابي] ١ ولوقا ليس بصحابي، إلاّ أنه لا فرق بينهما عند النصارى وذلك يقتضي بانخرام الثّقة بهما جميعاً.

قال المؤلِّف: "صواب النسب الذي عددته في إنجيل متى تسعة وثلاثون رجلاً، وفي إنجيل لوقا خمسة وخمسون رجلاً، وذلك من يوسف خطيب مريم إلى إبراهيم الخليل بشرط دخول الجدين يوسف وإبراهيم في العدد، وقد اختلفا في الأسماء أيضاً وذلك / (١/٩٩/أ) زلل ظاهر"٢.


١ في ص: صحابياً، والتصويب من المحقِّق.
٢ أن قضية التناقض الواضح في نسب المسيح بين إنجيل متى ١/١-٨، وإنجيل لوقا ٣/٢٣-٣٨، مما اتّفق على ذكره العلماء في نقدهم الأناجيل. (ر: الفصل لابن حزم ٢/٢٧-٢٤، الإعلام للقرطبي ص ٢٠٧، مقامع هامات للخزرجي ص ١٤٧، وهداية الحياري لابن القيم ص ٢١٥، والنصيحة الإيمانية لنصر بن يحيى ص ١٩١، وتحفة الأريب لعبد الله الترجمان ص ١٨٥،وإظهار الحقّ ص ١١٤، ١٥٢، وغيرهم.
وقدر وردت أنساب آباء المسيح المزعومين في أسفار العهد القديم وخاصة سفري التكوين وأخبار الأيام الأوّل، ولمعرفة حقيقة التناقض في ذلك فإننا سنقارن بين ما ورد في سفر أخبار الأيام الأوّل (الإصحاح الثالث) وبين إنجيل متى وإنجيل لوقا في الجدول الآتي:

<<  <  ج: ص:  >  >>