للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون شائعاً ذائعاً، فإن كان صحيحاً فلم تركاه؟ وإن أهملاه سهواً لم يؤمن أن يهملا شيئاً كثيراً من الإنجيل ولعلّهما لم يصحّ عندهما، والدليل على عدم صحته تناقض متى ولوقا، فإن اللّصين عند مَتّى [كافران] ١ بالمسيح وعند لوقا إن أحدهما كافر والآخر مؤمن وذلك قبيح جداً.

١٠- تكاذب قبيح:

قال لوقا: "قال يسوع للمؤمن به: حقّاً إنك اليوم معي في الفردوس"٢.

وأكذبه سائر أصحابه فقالوا: أقام يسوع بعد هذا القول في الأرض أربعين يوماً ثم صعد في الجنة٣. / (١/١٠٢/أ) وذلك تكذيب لما نقله لوقا من أنه معه من يومه.

١١- تناقض واضح:

قال لوقا: "قال يسوع: إن ابن الإنسان لم يأت ليهلك نفوس الناس، ولكن ليحيي"٤.

وخالفه أصاحبه، فقالوا: "بل إن الإنسان لم يأت ليلقي على الأرض سلامه لكن سيفاً ويضرم فيها ناراً"٥.

وهذا تناقض وتكاذيب لا خفاء به٦، ونحن نُنَزِّه التلاميذ عن هذا التناقض القبيح والنقل الغير صحيح. إذ بعضهم يجعله جاء رحمة للعالمين، والآخرون يقولون: بل جاء نقمة على الخلائق أجمعين.


١ في ص (كافرين) والصواب ما أثبته.
٢ لوقا ٢٣/٤٣.
٣ سفر أعمال الرسل ١/٣.
٤ لوقا٩/٥٦.
٥ متى ١٠/٣٤.
٦ وقد ذكر هذا التناقض ابن القيم في هداية الحياري ص ٢١٤، وابن حزم في الفصل ٢/٦٢، ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>