للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٨- موضع آخر:

ذكر متى: "أن يوسف خطيب مريم كان أبوه يسمى يعقوب بن ماتان"١. وذكر لوقا غير ذلك فقال: "أقام يسوع ثلاثين سنة وهو يظن أنه ابن يوسف بن هالي بن مطب"٢. وهذا تناقض عجيب٣.

٩- موضع آخر:

ذكر متى: "أن المسيح صلب وصلب معه لصان أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وأنهما جميعاً كانا يهزءان بالمسيح مع اليهود ويُعيِّرانه"٤. / (١/١٠١/ب) .

وذكر لوقا خلاف ذلك فذكر: "أن أحدهما كان يهزأ بالمسيح والآخر يقول له: أما تتقي الله؟ أما نحن فبعدل جوزينا وأما هذا اللّصّ فلم يعمل قبيحاً، ثم قال للمسيح: يا سيد اذكرني في ملكوتك. فقال: حقّاً إنك تكون معي اليوم في الفردوس"٥.

وهذا تكذيب لقول متى أنهما جميعاً كانا يعيران المسيح ويهزءان به وأغفل هذه القصّة مرقص ويوحنا، ومن المحال أن يحدث مثل هذا في ذلك الوقت ولا


١ متى ١/١٥، ونصّه: "ومتان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف".
٢ لوقا ٣/٢٣.
٣ ثم إن قول لوقا: "إن المسيح كان يظن أنه ابن يوسف"، شكّ منه وقبيح بمثله أن ينسب المسيح إلى ما يظن به الجهال أنه مولود من أبٍّ ولا يرفع قدره عن ذلك. (ر: النصيحة الإيمانية - لنصر المتطبب ص ١٩٢) . وقد سبقت الإشارة إلى التناقضات الظاهرة في سلسلة نسب المسيح الواردة في إنجيلي متى ولوقا.
٤ متى ٢٧/٣٨، ٤٤، في سياق طويل.
٥ لوقا ٢٣/٣٢-٤٤، في سياق طويل، وقد ذكر هذا التناقض عبد الله الترجمان في كتابه تحفة الأريب ص ٢١٠، وابن حزم في الفصل ٢/١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>