للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩- وانفرد لوقا بفصل لم يشاركه أصحابه في نقله:

قال لوقا: "لما ولد المسيح وضعته أمّه مقموطاً في معلف من مذاود الدواب وكان هناك رعاة يرعون أغناهم - قال - فنظر الرعاة إلى الملائكة قد نزلوا إليهم وبشرهم فقالوا: نبشركم ببشارة عامة لأهل العالم كله، أنه ولد الليلة لكم [مخلّص/ (١/١١٤/أ) ومنج] ١وهو يسوع المسيح الرّبّ"٢. وهذه قصة لم يذكرها سوى لوقا وانفراده بها يوجب سوء الظن به فيها مع أن فيهاما يقضي بردهاوهو بشرى الملائكة للعالم بأسره بأن يسوع مخلّصهم ومنجيهم، وذلك بمطلقه يقضي بأن الهنود والصين والترك والسودان واليهود وفرعون ونمرود وسائر طوائف الكفار وعباد الأنداد من الخشب والحجار قد خلصوا ونجوا بمولد هذا المسيح وبطلت الخطيئة بمجيئه، وهذا القول مع قباحته مردود بنصّ الإنجيل إذ يقول فيه: "إني أقيم الناس يوم القيامة عن يميني وعن شمالي فأقول لأهل اليمين: فعلتم بيَ كذا فاذهبوا إلى النعيم، وأقول لأهل الشماء: فعلتم بيَ كذا فاذهبوا إلى الجحيم"٣.

ثم إخبار هؤلاء الملائكة للرعاة يوجب مسرة العالم بمولد يسوع، إذ كان فيه خلاصهم ونجاتهم، ومعلوم أن اليهود وأكثر هذه الطوائف لم يسروا [بمولده] ٤.

ثم هذه الرواية التي رواها لوقا من كون المسيح / (١/١١٤/ب) مخلصاً للعالم معارضة بقول المسيح: "إني لم أُرسل إلاّ إلى الخراف الضالّة من بيت إسرائيل٥، فإن الأصحاء


١ في ص (مخلصاً ومنجياً) والصواب ما أثبته.
٢ لوقا ٢/٦-١١.
٣ متى ٢٥/٣١-٤٦، في سياق طويل، وقد ذكره المؤلِّف بالمعنى مختصراً.
٤ في ص (بمولوده) والصواب ما أثبته.
٥ متى ١٠/٦، ١٥/٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>