للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن تأوّل فالأسنان الأصحاب والأعوان الذين هم أعون النبيّ على تبغيغ أوامر ربه تعالى كاستعانة الإنسان [بالأسنان] ١ على تناول غذائه.

فوصف يعقوب أصحاب نبيّنا رضوان الله عليهم وأهل بيته الأكرمين بصفاء التوحيد ونقاء العقائد عن ظلم التجسيم والتجسيد.

قال الشاعر يرثي سناً سقط له:

وصاحب لا أمل الدهر صحبته يشقي لنفعي ويسعى سعي مجتهد

لم ألقه مذ تصاحبنا فمذ وقعت عيني عليه افترقنا فرقة الأبد

٢- فإن قيل: وفي التوراة ما يدلّ على ما ندين به من صلب المسيح، وهو أن موسى عليه السلام صنع لبني إسرائيل في التيه حية من النحاس، وأمرهم بالنظر إليها.

قال النصارى/ (١/١٨٣/أ) :"فهذا تنويه بأن المسيح سيقتل ويصلب؛ لأن موسى محاشى عن العبث، قالوا: وقد كان المسيح يقول لأصحابه: "اذكروا الحية النحاس"٢.

فنقول لهم: يا نوكا لو قرأتم ما قبل ذلك لتبيّن لكم غلطكم وسقطكم؛ وذلك أن التوراة تقول: "إن بني إسرائيل شكوا إلى - موسى وهم في التيه - من


١ في ص (بالإنسان) وهو خطأ. والتصويب من المحقّق لموافقة السياق. والله أعلم.
٢ يوحنا ٣/١٤، ١٥، ونصّه: "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كلّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحية الأبدية". ويقول مؤلفو قاموس الكتاب تعليقاً على النّصّ: "بأنه عندما تنبأ الرّبّ يسوع بصلبه، شرح معناه وأهميته الروحية بمقارنته برفع الحية النحاسية". اهـ.
قلت: هذا موافق لما نقله المؤلِّف عن النصارى في زمنه. وهو دليل على سخافة عقولهم، وضعف تفكيرهم، وتمسكهم بأوهى الحجج وأضعفها لإثبات باطلهم وسخافاتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>