للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما إحياء الميّت١ فقد حكينا أن إلياس أحيا ابن الأرملة٢، وأن اليسع أحيا مَيِّتين [واحداً] ٣ في حال٤ حياته وآخر بعد وفاته٥، وأن حزقيال أحيا الذين قتلهم بختنصر، وكانوا ألوفاً من الناس، ولهم من يوم قتلوا [نَيِّف وأربعون] ٦ سنة، فقال الله لحزقيال: تنبأ على هذه العظام حتى أحييها لك٧، وقد فعل قبر اليسع٨ أعجب من فعل المسيح؛ لأن قوماً حملوا جنازة إلى الجبال فرأوا٩ عَدُوّاً، فخافوا وطرحوا الميت عن رقابهم وابتدروا فزعه، فقام الميت، وجاء يمشي حتى دخل المدينة، فنظروا فإذا هم قد ألقوه على قبر نبي الله اليسع، وفعل حزقيال أبدع من فعل المسيح، وفعل موسى أغرب من فعله؛ إذ قلب الخشبة لها عينان تبصر بهما١٠، وأخرج من الرمل١١ قملاً يسعى حتى ملأ قياطن فرعون وأرض مصر، وهذا أعجب وأغرب من فعل المسيح.

وأما إبراء الأكمه من بني آدم: فلا شكّ أنّها من الآيات الباهرة أيضاً، وهو يلحق بإحياء الميّت؛ / (٢/١٤/أ) لأن ذاك أحيا عضواً كان ميّتاً فأشبه إحياء الإنسان جملة، غير أن آية موسى١٢ أغرب عند العقلاء منهم. وذلك أن صنعه عينين


١ ورد إحياء عيسى بن الأرملة في إنجيل يوحنا٧/١١-١٧، وإحياء لعازر١١/١-٤٦.
٢ سفر الملوك الأوّل ١٧/١٧-٢٤.
٣ في ص (واحد) والصواب ما أثبتّه.
٤ سفر الملوك الثاني ٤/١٨-٣٧.
٥ سفر الملوك الثاني ١٣/٢٠، ٢١.
٦ في ص (نيفاً وأربعين) والصواب ما أثبتّه.
٧ سفر حزقيال ٣٧/١-١٠.
٨ في م: [اليست] .
٩ في م: [فغذوا] .
١٠ خروج ٤/٢، ٧/٩-١٢.
١١ خروج ٨/١٦، ١٧.
١٢ في م زاد: [عليه السلام] .

<<  <  ج: ص:  >  >>