للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لخشبة يابسة جافة لا روح فيها أبدع. وأبدع من فتح عيني آدمي، ثم آية موسى كيف أراد أدارها وحولها، إذ بينما هي خشبة صارت حيواناً يبصر بعينيه ويأكل ما قدر عليه، وبينما هي حيوان إذ عادت شجرة لوز مثمرة، وبينما هي كذلك إذ عادت إلى حالها الأوّل، ثم إنها يستدعي بها الجواد والذباب والقمل والضفادع، ويثير بها الثلوج والمياه والظلمة، ويشق بها البحر، ويُجري بها المياه من الصخر، ويجاهد بها الجبابرة فَتَنْفُذ في كلّ ما عمل بها أعظم نفوذ، وهذا - فاعلموا - لم يكن للمسيح من الآيات مثله، وقد فتح يوسف الصّدّيق عيني أبيه يعقوب عليهما السلام كلّ ذلك يشهد به التوراة.

وأما إبراء الأبرص١: فقد شهدت التوراة أيضاً أن مريم أخت موسى وهارون تكلمت في موسى فبرصت من ساعتا، فأخرجت عن العسكر، فرضي عنها فزال برصها٢، ولم يدع عليها في الأوّل ولا / (٢/١٤/ب) دعا لها في الثاني وذرنا عن نعمان الرومي أنه برص فرحل إلى اليسع، واستأذن عليه فلم يأذن له، وقال: قولوا له يذهب إلى الأردن فينغمس فيه سبعاً فإنه يبرأ، ففعل، فبرأ من برصه٣.

وأما مشيه على الماء٤ فقد حكينا أن إلياس وتلميذه اليسع ق مَشَيَا على نهر الأردن جميعاً٥، وكذلك يوشع بن نون قد مشى على الماء بتابوت السكينة هو ومن معه٦.


١ متى ٨/١-٤، مرقس١/٤٠-٤٥، لوقا ٥/١٢-١٤، ١٧/١١-١٩.
٢ سفر العدد ١٢/١-١٠، في سياق طويل.
٣ سفر الملوك الثاني الإصحاح (٥) .
٤ متى ١٤/٢٥، مرقس ٦/٤٨.
٥ سفر الملوك الثاني ٢/١-٨.
٦ سفر يشوع الإصحاح (٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>