للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرقة الأولى:

فرقة يعقوب السروجي ويسمى البرادعي أيضاً. ادّعت أنّ المسيح أصاره الاتّحاد طبيعة واحدة [وأقنوما] ١ واحداً٢.


١ في ص (وقنوما) ، وهو خطأ يكرره الناسخ كثيراً. والصواب ما أثبتّه.
٢ اليعقوبية: أتباع المذهب القائل بأنّ المسيح طبيعة واحدة - من طبيعتين لاهوتية وناسوتية - ومشيئة واحدة. (المونوفيزيتية MONOPHSIYES) ، وأوّل من قال به أوطاخي (أوتيكيس EUTYCHES) ، وهو رئيس ديربالقرب من القسطنطينية. وقد أنكر هذا القول فلافيان FLAVIAN بطريك القسطنطينية وعقد مجمعاً محليّاً لإنكار هذه المقالة وحرمان قائلها أوتيكس من الكنيسة، إلاّ أن الراهب لجأ إلى بطريق الإسكندرية ديسقورس، الذي أقنع الأمبراطور ثودوسيوس الصغير بعقد مجمع أفسس الثاني سنة ٤٤٩م برئاسة ديسقورس. وصدر قرار المجمع بإعلان مذهب الطبيعة الواحدة ولعن من يخالفه، إلاّ أنّ هذا القرار أغضب البابا (ليو الأوّل) الذي أطلق على المجمع السابق اسم: (مجمع اللصوص) وعقد مجمعاً آخر من خلقيدونية سنة ٤٥١م قرر فيه تأييد ازدواج طبيعة المسيح وإبطال قرار المجمع السابق. ولعن يسقورس ومن شايعه ونفيه إلى فلسطين. ومن هذا المجمع افترق النصارى إلى ملكية ممن تبعوا مذهب الملك مرقيانوس - إمبراطور الروم الذي أمر بانعقاد المجمع ـ. ويعقوبية على مذهب ديسقورس المنفي.
وقد اشتهر تسمية أتباع المذهب باليعقوبيين نسبة لى يعقوب البرادعي (JACOB BARADOS) الذي ظهر في القرن ٦م، فكان داعية لهذا المذهب بليغ الأثر، جزئياً في الجهر برأيه.
وقيل: نسبة إلى ديسقورس الذي كان اسمه قبل بطريكيته: (يعقوب) ، فكان يكتب - وهو في منفاه - إلى أصحابه أن يثبتوا على أمانة المسكين المنفي يعقوب.
وقد أخذت بهذا المذهب ثلاث كنائس من الكنائس التي سمت نفسها (الأرثوذكسية ORTODOXE) وهي كلمة يونانية معناها: (الرأي الصحيح المستقيم) . وقد استخدم القساوسة اليونانيون هذا الاصطلاح في القرن الرابع الميلادي - وهذه الكنائس الثلاث هي: ١- الكنيسة الأرثوذكسية في مصر والحبشة. ٢- الكنيسة الأرثوذكسية السريانية ويتبعها كثير من مسيحي آسيا. ٣- الكنيسة الأرثوذكسية والأرمنية موطنها أرمنيا. (من بلاد روسيا) . (ر: قصة الحضارة ١٢/٩٦، ١٠٢، ١٠٣، ٢٣٣، ول ديورانت، موجز تاريخ المسيحية ص ٣١٨-٣٢٣، يسطس الديوري، دائرة المعارف البريطانية ٧/٥٩٧-٥٩٨، قاموس أكسفورد للكنيسة النصرانية ص ٩٣١، ٩٣٢، ١٠١٤، خطط المقريزي ٢/٤٨٨، النصيحة الإيمانية ص ١٢٧-١٣٠،نصر المتطبب، الأسفار المقدسة ص ١٣٢،١٣٣،د. عبد الواحد وافي) .
وأصحاب هذا المذهب يزعمون أن مريم ولدت الله - تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً - وأنه صلب متجسداً وسُمِّر ومات ودفن ثم صعد إلى السماء، وإليهم أشار القرآن الكريم فقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ... } . [سورة المائدة، الآية: ١٧، ٧٢] .

<<  <  ج: ص:  >  >>