للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فتناظروا، فطال تنازعهم، فتعجب الملك من انتشار مقالاتهم وكثرة اختلافهم وأقام لهم [النّزل] ١ وأمرهم أن يبحثوا عن القول المرضي، فاتّفق رأي الإكصيدروس وجماعة٢ على نظم هذه الأمانة بعد أن أفسدوها دفعات وزادوا ونقصوا٣ وهي هذه: "نؤمن بالله الواحد الأبّ ضابط الكلّ، مالك كلّ شيء، صانع ما يرى وما لا يرى، وبالرّبّ الواحد يسوع المسيح ابن الله الواحد بكر الخلائق / (٢/٢٧/ب) كلّها، الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلّها، وليس بمصنوع، إله حقّ من إله حقّ من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم، وخلق كلّ شيء، الذي من أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا نزل من السماء، وتجسد من روح


١ في ص (النّزول) والصواب ما أثبتّه.
٢ انتدب المجمع ثلاثة لوضع قانون الإيمان (الأمانة) وهم: إلكسندروس (البابا الإسكندري) ، وشماسه اثناسيوس، وليونتيوس (أسقف قيسارية) . (ر: قصة الكنيسة ص ١٨٩، إيريس حبيب) .
٣ من العجب أن قانون الإيمان (الأمانة) قد وضع على عدة مراحل، ففي مجمع نيقية وضع الجزء الأوّل من الأمانة ابتداء من عبارة: "نؤمن بإله واحد" حتى عبارة: "للقضاء بين الأموات والأحياء وليس لملكه انقضاء". وكان ذلك بسبب مقالة آريوس إن الابن أصغر ومخلوق، وقد عقد المجمع بأمر الأمبراطور قسطنطين.
وفي مجمع القسطنطينية سنة ٣٨١م وضعت مؤخرة الأمانة ابتداء من عبارة: "ونؤمن بروح القدس ... " الخ.
وكان ذلك بسبب مقالة مكدونيوس أن روح القدس مخلوق، وقد عقد المجمع بأمر الإمبراطور ثاؤديوس الكبير.
والمرحلة الأخيرة في مجمع أفسس سنة ٤٣١م وضعت مقدمة الأمانة ونصّها: "نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء المقدسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتى وخلص نفوسنا، المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح فخر الرسل. أكليل الشهداء. تهليل الصدّيقين, ثبات الكنائس، غفران الخطايا، نبشر بالثالوث المقدس، لاهوت واحد، نسجد له ونمجده، يا ربّ ارحم، يا ربّ بارك آمين".
وكان ذلك بسبب مقالة نسطور إن مريم ليست أم الله، فانعقد المجمع لوضع المقدمة السابقة بأمر الإمبراطور ثيودوسيوس (أوثاديوس) الصغير. (ر: تاريخ الأقباط ١/١٧٨، ١٧٩، زكي شنوده، مجموعة الشرع الكنسي ص ٨٢-٩٠، جمع حنانيا إلياس) .

<<  <  ج: ص:  >  >>