للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فعله، وإذا كان مسيحاً بمعنى ممسوح، وقد ثبت بقول الأمانة: (أنه مصنوع) . فإذا قالت: إنه ليس بمصنوع، صار تقدير الكلام أن المسيح مصنوع، ليس بمصنوع ومخلوق ليس بمخلوق؟!.

ولم تزل بني إسرائيل من زمن موسى يتخذون دهناً مجموعاً من عدة أنواع من الطيب في قرن معلق في الهيكل، تمسح به الكهنة من أرادوا تمليكه، وربما فار القرن عند دخول من يقع الاختيار على تمليكه، فيكون علامة على تمليكه١.

وقد تنبأ داود على المسيح فقال: "من / (٢/٣٤/ب) أجل هذا مسحك ربك بدهن السرور أكثر مما مسح نظراءك"٢. فشهد داود بأنه ممسوح، وأن الله ماسحه وأنه مربوب، وأن الله ربّه، وأن له نظراء قد مسحوا قبله، وذلك مناقض لقول الأمانة: "إن المسيح خالق غير مخلوق".

وقال داود أيضاً نبوءة على المسيح في المزمور الخامس والأربعين: "يا من فاق الناس جمالاً لقد أفرغت الرحمة على شفاهك"٣. فبيَّن أنه إنسان، وأنه جميل الصورة، وأن الله أفرغ الرحمة على فيه، فلو كان المسيح هو الله أو صفة من صفاته لاتَّحَدَ الماسح والممسوح والقائل والمقول له، وذلك مما يفسد الأمانة، ويزحزح أركانها.

- الوجه العاشر: قول الأمانة: "إن يسوع بعد أن قُتل وصلب قام من الأموات،


١ ورد في قاموس الكتب ص ٨٥٩: "أن المَسْح في الكتاب المقدس هو صبّ الزيت أو الدهن على الشيء؛ لتكريسه لخدمته تعالى، وقد صار التدهن علامة الفرح، وتركه علامة الحزن، فكانوا يمسحون الكهنة والأنبياء والملوك". اهـ. بتصرف.
٢. مزمور ٤٥/٧.
٣ مزمور ٤٥/٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>