للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

كتبك وآيات صحفك، وأقوال مشائخك، وسلفك، وما تنبأ به الأنبياء على من ادعيت ربوبيته، ونحاكمك إلى نفسك فنقول: قالت التوراة في آيات تفوت الحصر: "إن الله تعالى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب واحد لا شريك له". وقال في العشر كلمات من التوراة: "أنا الله ربّك الذي أخرجتك من مصر بيدي القوية، لا يكن لك إله غيري"١.

وقال: "لا تشبهوني بشيء مما في السماء ولا مما في الأرض ولا مما في البحار، أنا الله إله واحد جبار غيور، لا تتّخذوا آلهة غيري"٢. وذلك في التّوراة كثير، وهو تكذيب لأهل الأمانة في قولهم: "إنّ مع الله إلهين آخرين؛ أحدهما إنسان من بني آدم".

وقال أشعيا في نبوته: "قال إله إسرائيل: أنا الأوّل والآخر، وليس بعدي غيري"٣.

وقال: "عرف الحمار والثّور ربّه، ولم يعرف ذلك بنو إسرائيل"٤.

فقد أكذبهم أشعيا في نظم هذه الأمانة، ودعواهم أنّ الآلهة / (٢/٣٨/أ) ثلاثة قديمة أزلية.

وقال داود في مزموره وهو يناجي ربّه: "يا ربّ إنك حين عبرت ببلاد أشيمون تزلزت٥ الأرض من هيبتك، وانفطرت انفطاراً - ثم قال - ما لك أيها البحر هارباً مزبداً، وأنت يا نهر الأردن ما بالك وليت راجعاً، وما لكم أيّها الجبال طفرتن٦ كالأيائل" - ثم أجاب عن ذلك بنفسه - فقال: "من هيبة الرّبّ تزلزت البقاع، واصطربت الشوامخ"٧. فهذا الذي يليق بجلال الله وعظمته لا ما


١ سفر الخروج ٣٠/٢، ٣
٢. سفر الخروج ٣٠/٢-٤.
٣ سفر أشعيا ٤٤/٦.
٤ سفر أشعيا ١/٣.
٥ في م: تزلزل.
٦ في م: اصطفرتن
٧. مزمور ١١٤/١-٧، بألفاظ متقاربة

<<  <  ج: ص:  >  >>