للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفه به النصارى من الجوع والعطش، والتعب والسهر، والضعف والعجز، والانحصار في الرحم، والقتل والصلب، تعالى الله عن هذيانهم علوّاً كبيراً.

وقال المسيح في إنجيله: "الله لم يره أحد قط"١. وقال أيضاً فيما رواه تلاميذه عنه: "إنّ أوّل الوصايا كلّها: اسمع يا إسرائيل الرّبّ واحد فاحبّه من كلّ قلبك ومن كلّ قوتك"٢. ففي هذه الوصية سائر وصايا الأنبياء، وقال فيما رواه عنه يوحنا التلميذ: "إلهي أنت الإله الحقّ، وحدك الذي أرسلت يسوع"٣. وقال له إنسان: "يا معلم صالح". فقال: "لم [تدعونني] ٤ صالحاً، لا صالح / (٢/٣٨/ب) إلاّ الله وحده"٥. وقال: "أنا ذاهب إلى إلهي"٦. وقال: "إلهي أعظم مني"٧. وقال: "إلهَي إلَهِي لِمَ تركتني؟ "٨. وقال لوقا: "قال جبريل لمريم: إنك ستلدين ابناً يكون عظيماً، يجلسه الرّبّ على كرسي أبيه داود"٩. فشهد عن الله تعالى بأن المسيح هو ابن داود.

وقال بطرس، الحواري في الفصل السّابع من رسالته الأولى: "إن الله هو إله النعمة كلّها، وهو الذي دعانا إلى مجده الدائم بالسيد المسيح، له التسبيح والعزّ إلى دهر الداهرين"١٠. فهذا توحيد أنبياء الله تعالى لخالقهم، وتنْزيههم له سبحانه مسطور مزبور في كتبهم، قد نهجوه لأتباعهم، فتلقوه عنهم، وكلّ


١. يوحنا ١/١٨.
٢ متى ٢٢/٣٥-٣٧
٣. يوحنا ١٧/١-٣.
٤ في ص، م (تدعني) والصواب ما أثبتّه
٥. مرقس ١٠/١٨، لوقا ١٨/١٨.
٦ يوحنا ٢٠/١٧.
٧ يوحنا ١٤/٢٨.
٨ متى ٢٧/٤٦.
٩ لوقا ١/٣٢.
١٠ رسالة بطرس الأولى ٥/١٠، ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>