للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

مافي التوراةمما يظنه اليهودعلى ظاهره كالسبت وغيره إنماهي معانٍ وأسرارتشيرإلى مجيء مسيحهم يوزعان.

٨- فضيحة أخرى: من اليهود طائفة تسمى البنيامية١ أصحاب بنيامين. موحدة غير أنها تعتقد أن لله تعالى

[مضاداً] ٢ يضاده. وهو فاعل الشّرّ غير أنه مخلوق من خلقه.


١ البنيامينية (المقارية) (BENJAMINTES) :فرقة متشعبة من طائفة العنانية (القرائين) .وهم أتباع بنيامين بن موسى النهاوندي الفارسي. (٨٣٠-٨٦٠م) . الذي نادى بتعاليمه في أوائل القرن التاسع الميلادي. وهي في جملتها مستمدة من تعاليم (عنان) مع بعض المسائل التي خالفه بها متأثراً بالمعتزلة والفلاسفة. فقد قرر لأتباعه أن النصوص المتشابهات في التوراة كلّها لا مؤولة. فجعل الله روحانياً. ومن النقص في حقّه أن يتصل بالماديات إلى حد أنه أنكر أن يكون الله قد تولى عملية الخلق في صورة مباشرة. وبأن الله خلق الملائكة - وهم كائنات روحية - ليتولوا خلق هذا العالم المادي. كما قرر بنيامين بأن الله - لا يوصف بأوصاف، ولا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها. وبأن كلّ ما في التوراة وسائر الكتب من وصف الله تعالى بالكلام والاستواء ونحوه فإن المراد بذلك الوصف ملك عظيم خلقه الله وقدَّمه على جميع الخلائق واستخلفه عليهم.
ويبدو لنا أن بنيامين كان متأثراً أيضاً بعقائد المغاربة أو أصحاب المغار وسيأتي الحديث عنهم. وقد انضم إلى نحلة بنيامين عدد كبير من القرائين. وعظمت مكانته بين أتباعه حتى رفعوه إلى مرتبة عنان. وقد عُرِفَ أتباعه أيضاً باسم (المقارية أو المقاريت) . (ر: دائرة المعارف ١٠/٧٦٧، ٧٦٨، الملل والنحل ١/٢١٧، ٢١٨، إفحام اليهود ص ١٧١، الأسفار ص ٧٢، ٧٣، اليهودية ص ١٥٠، د. محمّد بحر) .
٢ في ص، م (مضاد) والتصويب من المحقِّق.

<<  <  ج: ص:  >  >>