للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى نبيّ ألبتة. فينكرون نبوة شيث ونوح وإبراهيم وغيره ويقولون: "إن موسى هو مفتاح النبوة وبكر الرسالة". والتوراة التي بأيديهم تكذبهم. إذ هو مصرحة بأن أوامر الله قد وردت على من ذكرنا/ (٢/٤٢/ب) وانتهضوا دعاة إلى الله. وهذه نبوة دانيال تشهد بأن بختنصر حين غزا البيت المقدس حرق كتب الله المنَزَّلة على إبراهيم وشيث وغيره. قال دانيال: "وعدتها مائة كتاب وأربعة كتب"١. فمن زعم أنه لا نبي قبل موسى عليه السلام فنبوة دانيال حجّة عليه.

٧- فضيحة أخرى: من اليهود طائفة تعرف باليوزعانية٢ مشبهة. تزعم أن المسيح هو يوزعان. وأنه قد جاء مرة وسيأتي مرة أخرى. وتقول إن


١ لم أجد في سفر دانيال بالنسخة التي بين يدي على النصّ الذي ذكره المؤلِّف. ولكن ورد في سفر الملوك الثاني الإصحاحين (٢٤، ٢٥) أن بختنصر قد أخذ خزائن بيت الرّبّ (الهيكل) وما فيها من كنوز ثم أحرقها وأحرق ما فيها.
٢ اليوذعانية أو اليودجيانة (YUDGHANITES) : أتباع يوذعان (يودجان) من همذان. وقيل: كان اسمه: يهوذا. وكان تلميذاً لأبي عيسى الأصفهاني. وقام من بعده في منتصف القرن الثامن الميلادي مدعياً النبوة. ويزعم أتباعه بأنه المسيح المنتظر وأنه سيرجع من السماء مرة ثانية. ولقّبوه باسم (الراعي) . وأهم ما يعرف من تعاليم يودجان التي يقال إنها نفس تعاليم أبي عيسى الأصفهاني، إذ إنهما أوصيا بالتقشف والنسك. والإكثار من الصوم والصلاة. وجعلا تناول اللحم والخمر حراماً في وقت النسك. كما أعلنا أن طقوس السبت والأعياد ليست فرضاً واجبَ الأداء في فترة تشريد اليهود في الأرض. كذلك عطل يودجان عدداً من الشرائع مدعياً بأنها واجبة التنفيذ فقط عندما تكون لليهود دولة في فلسطين. وزعم بأن للتوراة ظاهراً وباطناً وتنْزِيلاً وتأويلاً. وخالف بتأويلاته عامة لليهود. وخالفهم في التشبيه. ومال إلى القدر. وأثبت الفعل حقيقة للعبد وقدّر الثواب والعقاب عليه وشدد في ذلك.
وذكر الشهرستاني شعبة من اليودجانية كانت تسمى بـ: (الموشكانية) أتباع (موشكان) . وكان يوجب الخروج على مخالفيه ونصب القتال معهم. فخرج في تسعة عشر رجلاً فقتل بناحية (قم) بإيران. وذكر عن جماعة من الموشكانية أنهم أثبتوا نبوة محمّد صلى الله عليه وسلم إلى العرب وسائر الناس سوى اليهود. لأنهم أهل ملّة وكتاب".اهـ.
ومن اليودجانية طائفة تسمى بـ: (الشادجاينة) يتَزَعمها يافث بن عليّ. ويقول أتباعها بإسقاط الشعائر وأحكام النجاسة والطهارة طالماً شعب الله المختار يعيش مشرداً في البلاد.
وفي غضون القرن العاشر الميلادي (سنة ٩٣٨م) - في حكم الخلفاء العباسيين - تقلص أتباع اليودجانية وتجمعوا كلّهم تقريباً في مدينة أصفهان. ومالوا إلى التأثر بالمعتزلة من المسلمين. وما أن ظهرت فرقة اليهود القرائين حتى اتبعوها. (ر: دائرة المعارف ١٦/٨٦٧، ٨٦٨، الملل والنحل ١/٢١٦، ٢١٧، اعتقادات ص ٨٣، الفكر الديني ص ٢٤٤-٢٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>