ويذكر الحبر القرائي القرقشاني أن أبا عيسى ظهر في عهد الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان (٦٨٥-٧٠٥م) . ويخالفه الشهرستاني الذي يقول: بأنه كان في زمن المنصور. (٧٥٠-٧٥٤م) . وابتدأ دعوته في زمن آخر ملوك بني أمية مروان بن محمّد (٧٤٤-٧٥٠م) . وقد رجحت دائرة المعارف اليهودية قول الشهرستاني على القرقشاني. وأبرز مبادئهم ما يأتي: أ- ادعى أتباع أبي عيسى له المعجزات. واعتقدوا بأنه حيّ لم يمت. وأنه اختفى في كهف وسيظهر ليتم رسالته بإنقاذ اليهود. ب- أنكر أبو عيسى التلمود. وأدخل تعديلات كثرة على الأحكام اليهودية ضمنها كتابه: (سفر همصفوت) أي: كتب الوصايا. ومنها: أنه حرم الذبائح كلّها، ونهى عن أكل كلّ روح على الإطلاق. وأوجب عشر صلوات على أتباعه. وألغى الطلاق وغير ذلك من التشريعات التي خالف بها أحكام التوراة. جـ يعترفون بنبوة عيسى عليه السلام ونبوة محمّد صلى الله عليه وسلم، غير أنهم يقولون: بأنهما لم يؤمروا بتبليغ شريعة موسى عليه السلام، بأن محمّداً صلى الله عليه وسلم لم يرسل إلاّ إلى العرب. وقد بقيت من هذه الطائفة بقية في أصبهان ودمشق والعراق إلى القرن العاشر الميلادي ثم انقرضت. (ر: دائرة المعارف ١/١٨٣، ١٨٤، ٩/٧٧، تمهيد الأوائل ص ١٨٩، الفصل ١/١٧٩، الملل والنحل ١/٢١٥، ٢١٦، اعتقادات ص ٨٣، الخطط ٣/٥١٠، في الفكر الديني ص ١١٥، ٢٤٤، اليهودية ص ١٤٧، د. محمّد بحر، الأسفار ص ٧٢، د. عليّ وافي) .