للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠- فضيحة أخرى: من اليهود طائفة يعرفون بأصحاب المغار، وإنما سموا بذلك لأنهم صنفوا كتباً وتركوها في مغار وانقرضوا، فوجدت تلك الكتب وفيها تأويلات تخالف ما عليه اليهود١.

١١- فضيحة أخرى: من اليهود طائفة أخرى تعرف بالفارجية أصحاب يوحنا بن فارج٢ وكان على زمن أمريا. كانوا يعبدون صنماً يقال له "بعل" ويقربون لنجوم السماء كما هو مذكور في نبوة أرمياً. ونزلوا أرض مصر وتكلموا باللسان القبطي. والتوراة والنبوات عندهم مترجمة بالقبطي، ولا يعرفون شيئاً من العبراني ألبتة.


١ أصحاب المغار أو الكهوف (المغاربة) (MAGHARIYA) : ذكرت دائرة المعارف اليهودية ١٤/١٠٨٨: "أن هذه الطائفة قد انقرضت في القرن الأوّل الميلادي - نقلاً عن العالم القرائي القرقشاني -. وبأنهم كانوا يحفظون كتبهم في كهوف التلال المحيطة بفلسطين. ومن أبرز الاختلافات العقائدية بينهم وبين بقية المجتمع اليهودي هو: اعتقادهم بتنْزِيه الإله وعدم اختلاطه بالمادة. ورفضوا القول أن العالم خلق مباشرة بواسطة الله. ولكنه خلق بواسطة قوة وسيطة (وهو الملك) مسؤول عن الخلق. وحل محله الإله في العالم المخلوق. ونسبوا الشريعة والاتصال الإلهي إلى الملك وليس إلى عزوجل. ويرى بعض المؤرخين بأن هذه الطائفة هي الفرقة المعروفة باسم (الأسينيين) نظراً لتشابه عقائدها وتاريخ انقراضها". اهـ. باختصار.
٢ ورد في سفر أرميا أن اسم مؤسس هذه الطائفة هو: يوحانان بن قاريح - فعلى ذلك يكون الصواب في اسم هذه الطائفة هو: (القاريحية) - وهو أحد رؤساء سبط يهوذا من بني إسرائيل الذين أشركوا مع الله آلهة أخرى. فعظموا الأصنام وقدموا لها القرابين. فسلط الله عليهم نبوخذ نصر فقتلهم وسبي أغلبهم إلى بابل. وكان يوحانان ممن بقي في فلسطين بعد السبي البابلي إلاّ أنه بعد ثورة أحد زعماء اليهود على الوالي المكلف من نبوخذ نصر. ومقتله فإن يوحانان ومن اتبعه أرادوا الفرار إلى مصر خوفاً من انتقام نبوخذ نصر، لكن نبيهم أرميا أخبرهم أن ذلك مخالف لإرادة الله الذي يأمرهم بالبقاء في فلسطين. فكذبوه وأخروا ما بقي من الشعب إلى مصر. وتنبأ أرميا بموتهم هناك. (ر: سفر أرميا الإصحاحات (٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤، قاموس ص ١١٠٥) .
فهذه الطائفة التي يذكرها المؤلِّف من سلالة الشعب الذي سار مع يوحانان إلى مصر وتكلموا باللسان القبطي. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>