للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلّ شيء على وجه الأرض، وقال لهما سبحانه: هائنذا١ قد أعطيتكما كلّ ما على وجه الأرض من شجر ودواب وعشب وطير من البحر والبر ليكون لمأكلكم"٢.

فهذا إخبار من الله أنه قد أباح لآدم وزوجه جميع الحيوان مطلقاً لمأكلهم، فهل ما أباحه الله لآدم مباح لكم / (٢/٤٦/ب) في شرع التوراة أم قد حرَّم عليكم كثيراً من ذلك؟!.

وهَا هنا لا يحيرون جواباً ولا يجدون إلى الانفصال سبيلاً، فقد قال الله في التوراة لموسى وهارون: "قولا لبني إسرائيل لا تأكلوا من الأنعام التي على وجه الأرض إلاّ ما شقّ ظلفه وهو يجتر، الجمل حرام عليكم، والخنْزِير حرام، ولا تأكلوا من طير السماء النسر والحدأة والغراب، ولا أجناسهم، ولا البوم والعقعق والصعوة والرخمة وأجناسهم، ولا الهدهد والطاوس فهذا كله عليكم حرام"٣. ومعلوم عندكم أن هذا مما أبيح لآدم وحواء بنصّ أوّل التوراة. فهل٤ النسخ إلاّ أن يبيح الله الشيء على لسان نبيّ ثم يحرمه على لسان نبي آخر أو بالعكس. فكيف تقرأ اليهود ذلك ثم تكفر به؟! وإذا كفروا بما في أيديهم من كتب الله، كيف يطمع فيهم أن يؤمنوا بما ليس في أيديهم من عند الله؟!.

الموضع الثّانيّ: قالت التوراة: "كان آدم يزوج بنيه من بناته بإذن الله له في ذلك"٥. حُرم بعد ذلك٦ فهذا نسخ / (٢/٤٧/أ) لشرع آدم نفسه. فإن قالوا: ذلك


١ في م: ها أنا.
٢ تكوين ١/٢٧-٣٠.
٣ لاويين ١١/١-١٨.
٤ في م: فهذا.
٥ سفر التكوين ٤/١٧-٢٢.
٦ ورد تحريم ذلك في سفر اللاويين ١٨/٩: "عورة أختك بنت أبيك أو بنت أمك المولودة في البيت أو المولودة خارجاً لا تكشف عورتها ... ". و (ر: أيضاً سفر التثنية ٢٧/٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>